رأس الخيمة – صوت الإمارات
أكد مواطنون من سكان المناطق الجنوبية في رأس الخيمة، أن البرك التي تتشكل بفعل الأمطار الغزيرة في المناطق الجبلية وتظل ممتلئة بالمياه طوال العام أخطر من السدود على سكان هذه المناطق، خصوصاً الأطفال، لأنها مكشوفة وخادعة، إذ تبدو ضحلة في حين أنها عميقة وفيها دوامات قوية تسحب من يسبح أو يسقط فيها إلى القاع.
وكانت الإمارة شهدت خلال السنوات الست الماضية تعرض أربعة أطفال للغرق في برك مائية، ما أسفر عن وفاة ثلاثة منهم، آخرها حادث وقع السبت، راح ضحيته طفلة مواطنة عمرها تسع سنوات.
وأوضح المواطن خميس مطر سالم الغشام، إن برك المياه الراكدة عند مجرى الأودية الكبيرة، مثل وادي "شوكة"، تتحكم فيها تيارات مائية تسحب من يسبح داخلها إلى القاع، في حين تبدو مياهها لمن يراها ضحلة على خلاف الحقيقة.
وأضاف أن "تلك البرك التي تقع في مناطق جبلية تمتلئ بالمياه طوال العام، وتضم حصى وحجارة تحول دون تسرب مياهها إلى جوف الأرض"، لافتاً إلى أنه يجب على الجهات المعنية ضرورة وضع لوحات إرشادية أمام البرك توضح مدى عمقها لمرتادي المناطق الجبلية والوديان، لتجنب حوادث غرق للأطفال، خصوصاً لمن لا يعرفون الطبيعة الجغرافية لهذه المناطق.
وذكر المواطن محمد سعيد بن عيد الكعبي، من منطقة حتا، إن البرك المائية تنقسم بحجم مساحتها وعمقها إلى أنواع عدة، فمنها البركة السطحية، التي تمتلئ بالمياه وتعرف باسم (الغبّة)، وهي تمتلئ بالمياه وقت هطول الأمطار وجريان الأودية، وتكون مياهها ملوثة بالأتربة والطين، وهناك نوع ثانٍ يعرف بـ"المغرقة" لأن من يسبح فيها يكون معرضاً للغرق المؤكد بسبب عمقها الكبير الذي يصل إلى عشرات الأمتار.
وأشار مسؤول منطقة المنيعي، المواطن علي الدهماني، إلى أن البرك المائية أخطر من السدود على سكان المناطق الجبلية لأنها مكشوفة، ولأنه لا يمكن توقع مدى عمقها، وفي حال سقط أحد داخلها فمن الصعب إنقاذه أو إخراجه بسهولة.
وذكر مدير دائرة الأشغال والخدمات العامة في رأس الخيمة، المهندس أحمد الحمادي، إن الدائرة تدرس إجراء حصر شامل لأعداد برك المياه الراكدة في مختلف مناطق الإمارة، من أجل اتخاذ الحلول المناسبة لتفادي تكرار حوادث سقوط الأطفال بداخلها.
وكانت رأس الخيمة شهدت أربعة حوادث غرق أطفال في برك خلال السنوات الست الماضية، ففي نوفمبر من عام 2010 ذهبت طفلة مواطنة (13 سنة) للعب مع أشقائها في مزرعة أسرتها ووقفت على صخرة عند بركة مياه فانزلقت قدماها وسقطت في البركة، فاستنجدت بأسرتها لإخراجها من الحفرة، لكنها فارقت الحياة أثناء محاولات إنقاذها.
ووقع حادث ثانٍ في نوفمبر سنة 2013، توفيت على أثره طفلة مواطنة (سبع سنوات)، بعدما سقطت في بركة مياه في منطقة شعم، أثناء لعبها مع صديقاتها قرب حفر وبرك مياه مهجورة كانت تستخدم في الماضي لسقي الأغنام والمواشي.
ووقع الحادث الثالث، السبت، عندما توفيت طفلة مواطنة (تسع سنوات)، إثر تعرضها للغرق في بركة مياه تشكلت بفعل الأمطار في وادي شوكة في منطقة المنيعي، في ما تم إنقاذ ابنة عمها (تسع سنوات)، التي سقطت معها في البركة نفسها.
وذكر رئيس مركز شرطة المنيعي الشامل، العقيد سعيد محمد المهيري، إن غرفة العمليات تلقت عصر أول من أمس، بلاغاً بتعرض طفلتين للغرق في إحدى برك المياه التي تشكلت نتيجة سقوط الأمطار الغزيرة التي شهدتها بعض المناطق الشمالية، وتم إرسال دوريات الشرطة وسيارات الإسعاف والإنقاذ إلى مكان البلاغ، وتبين أن والد الطفلة المتوفاة جاء للاستمتاع مع أسرته في وادي شوكة، وعندما ذهب إلى مركبته لإحضار بعض الأغراض، فوجئ بصراخ، فعاد مسرعاً ليجد الطفلتين سقطتا في البركة، وتمكن من إنقاذ ابنة أخيه، بينما توفيت ابنته.