دبي - صوت الإمارات
احتلت محافظة نيغاتا اليابانية، ديناصورات ونسور وتنين وأفيال وحيوانات أسطورية، لكنها ليست كائنات حية، بل أعمال نحتية عملاقة مصنوعة من قش الأرز في مهرجان وارا للفنون الذي يتواكب مع موسم حصاد الأرز السنوي في المنطقة.ويتوافد الزائرون ومحبو الفنون على القرية اليابانية لمشاهدة تلك الأعمال الفنية الضخمة غير المسبوقة التي يبدعها طلاب كليات الفنون بالتعاون مع المزارعين باستخدام قش الأرز الذي يتبقى من المحصول.
بدأ المهرجان الفني في عام 2008 تنفيذاً لفكرة شينغو مياجيما أستاذ التصميم بجامعة موساشينو للفنون بطوكيو الذي اقترح استخدام قش الأرز في مشروع فني تعاوني بين الجامعة والمزارعين المحليين بدلاً من التخلص منه دون أي فائدة.
ويستخدم المزارعون اليابانيون قش الأرز عادة كعلف للماشية أو كسماد للتربة أو لصنع السلع المنزلية مثل صنادل زوري، ولكن الفائض السنوي الكبير دفعهم إلى محاولة الاستفادة بصورة أكبر من الكمية المتبقية التي كانت تحرق عادة، حيث يرمز القش للأرز الذي يدعم حياة الشعب الياباني ويشكل مكوناً رئيسياً في غذائه وثقافته المحلية.
واليوم، يصمم الطلاب الشخصيات والمخلوقات كبيرة الحجم، ويقوم حرفيون ببناء المحرك الخشبي والأجسام المصنوعة من القش، والمحصلة في النهاية تشكيلات إبداعية يصل ارتفاعها إلى 30 قدماً، وتلوح في الأفق فوق المناظر الطبيعية الخضراء في احتفاء مرح بالثقافة المحلية.
وعلى الرغم من توقف المهرجان مؤقتاً في عام 2020 بسبب جائحة COVID-19، فقد عاد في نسخته الـ13 بالعام الجاري في حديقة أواسيكيجاتا باقرية، حيث تشمل المعروضات حشرات ووحوش أسطورية وشخصيات درامية من عالم الخيال وحيوانات منقرضة أو من بنات أفكار الطلاب، ستظل معروضة حتى 31 أكتوبر.
الجانب الأكثر تميزاً في مهرجان وارا للفنون هو التعاون بين الشباب في المدينة والمزارعين في القرى وإلغاء الفجوة الاجتماعية والحضارية بين أطياف المجتمع الياباني.
وعلى مدار أكثر من 10 سنوات، عمل طلاب الجامعة على إنشاء الأعمال الفنية وتطويرها وابتكار أشكال مستوحاة من البيئة أو من الأساطير أو من أفلام السينما والقصص الخيالية.
وفي البداية، لم يكن الطلاب معتادين على قش الأرز وعانوا كثيراً في التعامل معه، ومن هنا أدركوا ضرورة تعاون الحرفيين والمزارعين المحليين ما أدى إلى المزج بين الاساليب الفنية الأكاديمية والتقنيات والحرف التقليدية.
ويستخدم المزارعون طريقة تقليدية تدعى توبا – أمي، لمعالجة قش الأرز لكي يصلح لاستخدامه في فن الوارا الذي ساهم في الحفاظ على تلك التقنية التقليدية التي كادت أن تندثر.
وفي كل عام، تتم دعوة الطلاب لتشكيل فرق المهرجان حيث يتبادلون الأفكار ويتفقون حول الثيمة الرئيسية، ويتناقشون حول الزخارف والتصميمات الخاصة بالعمل الفني.
ويقوم الحرفيون ببناء إطارات الشكل النحتي بناءً على ذلك، بعد أن يورد المزارعون فائض قش الأرز للطلاب
ويقيم الفنانون المشاركون عدة أسابيع في القرية ويتلقون المشورة من الحرفيين والمزارعين، ويتناولون المأكولات المحلية، بحيث يتعمق تواصلهم وتفاعلهم مع السكان المحليين تواكباً مع الانتهاء من العمل الفني.
وبعد اكتمال العمل الفني وعودة الطلاب إلى طوكيو، يحصل المزارعون الذين يدعمون الطلاب على بطاقات بريدية مصورة كل عام، كما يحرص الطلاب المتخرجون على زيارة المنطقة بعد التخرج.
وقــــــــــــــد يهمك أيــــــــــــضًأ :