دمشق - جورج الشامي
يعاني سكان مدينة حلب من أزمة شديدة وشحّ في المياه وذلك بسبب طول مدة انقطاعها، وتختلف أوضاع أحياء المدينة تبعاً لوضع الشبكة ومدى تضررها خلال الشهور الماضية.
وبلغت أزمة المياه أقصى حدودها في الأحياء الشرقية التابعة لسيطرة المعارضة مثل حي بعيدين، فالمياه منقطعة عن الحيّ
منذ شهر ونصف بسبب عطل في المضخة الكائنة في منطقة سد اللوز، أما في حيّ مساكن هنانو يصل الانقطاع أحيانا إلى 4 أو 5 أيام متواصلة، بينما يقتصر الانقطاع في الأحياء الغربية كحيّ الأنصاري والمشهد والسكّري وغيرها على مدة يومين أو ثلاثة.
ويظهر من خلال رصد معاناة السكان مع أزمة المياه أن المشكلة لا تتمثل فقط في طول فترة الانقطاع، بل في سوء الضخّ أيضاً، ففي حيّ الأنصاري لا يمكن أن تصل المياه إلى المنازل حتى مع وجود مضخّات إضافية، فيضطر الأهالي إلى تعبئة الماء بالقرب من العدّادات في مداخل الأبنية ونقلها إلى المنازل، بينما تكتفي أحياء أخرى بتركيب المضخّات لضمان وصول الماء إلى الطوابق العليا.
وفي أحياء حلب القديمة يختلف المشهد تماماً، حيث تتم تغذية المنطقة يومياً بالمياه، وذلك بعد قيام الأهالي بالتوسط مع الهلال الأحمر لتوصيل المياه بشكل دائم إلى القطاع.
وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، تتفاوت الصورة بين حيّ كالحمدانية تنقطع المياه فيه ليوم واحد فقط، وحيّ حلب الجديدة الذي تتراوح فترة انقطاعها فيه من 3 أيام إلى أسبوع، ويضطر الأهالي إلى تعبئة المياه من المساجد والآبار المتواجدة في الأحياء القريبة.
وتتجاوز أحياء السبيل والفيض والمشارقة المشكلة تماماً، حيث لا تنقطع المياه عنها أبداً بسبب انخفاض هاتين المنطقتين جغرافياً.
ويقول مدير المجلس المحلي لمدينة حلب، أحمد عزوز، إن سبب ضعف شبكة الماء وقلّتها هو ضخّ الماء من قبل مضخة واحدة من نهر الفرات وتوقف باقي المضخات عن العمل بسبب قطع النظام الكهرباء عنها، بينما تكلفة تشغيل تلك المضخات بالمواد البديلة كالمازوت وغيرها مرتفعة جداً.
وأضاف أنه يتمّ حالياً العمل على مشروع لإعادة ضخ الماء من جميع المضخات.