القمم البركانية

التقطت صورة قمر صناعي جديدة القمم البيضاء المذهلة لبركانين على الجزيرة الكبيرة في هاواي، والتي شهدت ثاني أكبر تغطية للثلوج منذ بدء التسجيلات الحالية.وتُظهر الصورة عالية الدقة، التي التقطت في 6 فبراير بواسطة جهاز تصوير الأرض التشغيلي (OLI) على متن القمر الصناعي "لاندسات 8"، التباين اللافت بين القمم المغطاة بالثلوج في "ماونا كيا" و"ماونا لوا" والصخور البركانية المحيطة.

ويعرف جهاز تصوير الأرض التشغيلي (OLI) بأنه مشروع مشترك بين وكالة ناسا والمسح الجيولوجي الأمريكية. وتم إصدار الصورة الجديدة مؤخرا بواسطة مرصد الأرض التابع لناسا.وكل عام تقريبا، تحصل القمم البركانية في "ماونا كيا" (Mauna Kea) الخاملة و"ماونا لوا" (Mauna Loa) النشطة، على ارتفاع 4200 متر فوق سطح البحر، مع ارتفاع بمقدار 38 مترا إضافية لـ"ماونا كيا"، على كمية خفيفة من الثلوج، وفقا لـ مرصد الأرض التابع لناسا.

وهذا العام، غطت العواصف الشديدة القمم البركانية بالثلوج ثلاث مرات في الأسابيع الثلاثة الماضية، بدءا من 18 يناير، ما أدى إلى ثاني أكبر تغطية للثلوج منذ بدء حفظ الأرقام القياسية في عام 2000.ويحدث الثلج في هاواي كنتيجة لتغير كبير في اتجاه الرياح من ظاهرة مناخية محلية تُعرف باسم "منخفض كونا"، وهو مصطلح باللغة البولينيزية (نسبة إلى بولنيزيا،وهو مجموعة من الجزر في المحيط الهادئ) يُترجم إلى "عاصفة الرياح".

وخلال هذه الظاهرة، تعمل الأعاصير الناتجة عن أنظمة الضغط المنخفض في شمال الجزر على عكس الرياح التجارية الشمالية الشرقية المعتادة إلى اتجاه جنوبي غربي.ويؤدي هذا إلى اتجاه المياه من المحيط الهادئ إلى سحب العاصفة التي يتم دفعها فوق الجزر. كما يتم دفع الهواء البارد عبر الجزر ما يخفض درجة الحرارة عند القمم إلى ما دون درجة التجمد ويسبب تساقط الثلوج، وهذا بدوره يؤدي إلى تساقط أمطار عبر باقي أنحاء الجزيرة.

ويمكن أن يحدث "منخفض كونا" أيضا في أشهر الصيف، ما يعني أنه يمكن أن تتساقط الثلوج في هاواي خلال فصل الصيف أيضا، وفقا لـ AccuWeather.وبالإضافة إلى التقاط صور جميلة للثلج، تعمل الأقمار الصناعية أيضا على قياسها. وقام القمر الصناعي Terra التابع لناسا بحساب مؤشر تساقط الثلوج (NDSI)، وهو القياس الأكثر دقة للتغطية الثلجية التي يمكن تحقيقها حاليا، في الجزيرة الكبيرة منذ عام 2000.

ويستخدم مؤشر تساقط الثلوج قياسات كل من الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء ذات الموجات القصيرة لتمييز الثلج عن الغيوم، والتي يمكن أن تبدو متطابقة من الفضاء، وفقا لمركز بيانات الثلج والجليد الوطني.وعادة ما يصل مؤشر تساقط الثلج الخاص بـ"ماونا كيا" و"ماونا لوا"  إلى ذروته في الأسبوع الأول من شهر فبراير. وهذا العام، كان أعلى مؤشر منذ 2014 وثاني أعلى رقم في 21 عاما.ومع ذلك، قد تكون أيام تساقط الثلوج في هاواي معدودة.

وتوقعت دراسة أجريت عام 2017 بقيادة المركز الدولي للبحوث في المحيط الهادئ (IPRC) في جامعة هاواي في مانوا، باستخدام بيانات الأقمار الصناعية ونماذج الكمبيوتر، أن تساقط الثلوج على البراكين من المرجح أن يتضاءل طوال بقية القرن بسبب ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ.

وقـــــــــــــــد يهمك أيــــــــــــضًأ :

علماء "ناسا" يحاولون فك لغز التوهجات الشمسية ومعرفة أسبابها

رئيس وكالة ناسا يدعم التعاون المشترك بين أميركا واليابان في مجال الفضاء