الشعاب المرجانية

 كشف علماء أن ارتفاع درجة حرارة المحيطات يضر بالشعاب المرجانية في المناطق المدارية أكثر خمس مرات مما كان عليه الحال في ثمانينات القرن الماضي، ما يقوض قدرة الشعاب على تحمل التيارات الساخنة الناتجة عن تغيرات مناخية سببها الإنسان. وكتب فريق البحث الذي قاده علماء أستراليون أن متوسط الوقت الذي تحتاج إليه عملية "الابيضاض"، عندما تدفع الحرارة الشعاب المرجانية إلى طرد الطحالب الملونة، تقلصت إلى ست سنوات عام 2016 من ما بين 25 و30 سنة أوائل الثمانينات. وتموت الشعاب إذا استمر الابيضاض فترة طويلة ما يقضي على الأرصفة المرجانية التي تشكل موئلاً للأسماك التي تمثل مصدراً غذائياً مهماً لملايين الأشخاص.

 وكتب الباحثون في مجلة "ساينس": "أنظمة الشعاب المدارية تتحول إلى عصر جديد تتقلص فيه بشدة الفترات بين عمليات الابيضاض فلا تتمكن من التعافي منها بشكل كامل"، وهو ما يستغرق بين عشر و15 سنة. وقالوا إن "من المحتم" أن يزيد تغير المناخ التيارات الساخنة تحت الماء التي تزيد بدورها تواتر عمليات الابيضاض. وحض تيري هيوز مدير مركز "إي آر سي" لدراسات الشعاب المرجانية في أستراليا والباحث الرئيسي في الدراسة، على اتخاذ المزيد من الإجراءات للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بموجب الاتفاق المناخي المبرم عام 2015.

 ولفت إلى أن المشكلة الرئيسية المتعلقة بحماية الشعاب هي "ضعف التزام دول مثل استراليا والولايات المتحدة بخفض الانبعاثات". ويعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يشكك في أن تغير المناخ من فعل الإنسان، الانسحاب من اتفاق باريس بشأن المناخ والترويج للوقود الأحفوري الأميركي. أما أستراليا فأهدافها بموجب اتفاق باريس هي أقل طموحاً من تلك الخاصة بدول غنية أخرى. ويهدف الاتفاق إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى "أقل بكثير" من درجتين مئويتين مقارنة بما قبل عصر النهضة الصناعية، من طريق الابتعاد من استخدام الوقود الأحفوري.