دبي -صوت الإمارات
كشفت هيئة كهرباء ومياه دبي عن عزمها تشغيل 200 ألف عداد ذكي لقياس استهلاك الكهرباء والمياه في المجمعات والمشروعات العقارية الجديدة بنهاية العام الجاري.
وأفاد نائب الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في الهيئة، المهندس وليد سلمان، بأن الهيئة انتهت بشكل فعلي من تركيب 200 ألف عداد استهلاك ذكي في مجموعة متنوعة من الوحدات السكنية والتجارية، في المشروعات السكنية الجديدة في الإمارة.
وستبدأ هذه العدادات عملها بشكل فعلي نهاية العام الجاري، لتبدأ الهيئة بعدها في مرحلة جديدة تستهدف تعميم الأمر على مباني ووحدات دبي بالكامل، لتصل في النهاية إلى تركيب مليون عداد استهلاك ذكي.
وأوضح سلمان أن الهيئة بدأت مشروع العدادات الذكية قبل ثلاث سنوات، عبر تركيب متعاقب على مجموعة من المراحل لـ40 ألف عداد، واختبار كفاءة أدائها ودقتها في قياس الاستهلاك والتواصل مع الشبكة الرئيسة للهيئة والأنظمة الذكية المتاحة للمتعاملين، وبناء على النتائج الإيجابية التي أظهرتها تم التوسع في المرحلة الأولى من المشروع، التي تشمل 200 ألف عداد، وزعت على التجمعات والمشروعات السكنية الجديدة في الإمارة، التي باتت ملزمة بتركيب هذا النوع من العدادات عند توصيل خدمات الهيئة لها.
وأشار سلمان إلى أن المرحلة المقبلة من مشروع العدادات الذكية تستهدف المباني القائمة فعلاً، خصوصاً القديمة منها، إذ سيتم استبدال العدادات الموجودة بها بأخرى ذكية، الأمر الذي يأتي ضمن مشروع ومنظومة متكاملة تهدف الهيئة منها لكفاءة استهلاك الطاقة في هذه المباني، لافتاً إلى إطلاق مبادرة ومشروع خاص بإعادة تأهيل المباني القديمة في دبي، بما يتماشى مع معايير خفض استهلاك الطاقة.
وذكر سلمان أن "مشروع العدادات الذكية يأتي ضمن خطة الهيئة لمواكبة وتحقيق أهداف مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتحويل دبي إلى مدينة ذكية، إذ يرتبط إطلاق وتشغيل هذا النوع من العدادات بأكثر من هدف ومبادرة، لكن أبرز أهدافه هو تسهيل تعامل الجمهور مع الهيئة عبر توفير طرق سهلة تتيح للمتعاملين الاطلاع على مؤشر استهلاكهم بدقة عالية، وزيادة قدرتهم على ضبط هذا الاستهلاك لخفضه".
وتابع سلمان: "سيتم ربط العدادات بالتطبيقات الذكية التابعة للهيئة مستقبلاً، وعبرها يستطيع المتعامل الدخول إلى حسابه ومعرفة حجم استهلاكه والأوقات التي يزيد أو يقل فيها، وكيفيه ضبط هذا الاستهلاك بالشكل الصحيح".
وأضاف: "يرتبط المشروع أيضاً بمبادرة (شمس دبي) التي تهدف إلى تحويل المستهلكين إلى منتجين عبر تركيب وحدات إنتاج طاقة عبر الألواح الشمسية فوق منازلهم، واحتساب قيمة إنتاجهم عبر العدادات الذكية، وخصمها من قيمة استهلاكهم من شبكة الهيئة بشكل دائم".
وأكد أن الهدف الأهم للهيئة حالياً هو المساهمة بشكل فاعل في تحقيق تحول دبي إلى المدينة الأذكى في العالم، عبر توفير خدمات ذكية وآنية وسلسة في أي مكان، وعلى مدار الساعة. وستسهم الشبكة الذكية والبنية التحتية للاتصال وربط مصادر الطاقة المتجددة والمبادرات البيئية الفاعلة والموظفون المؤهلون في بناء المستقبل المستدام في دبي.
وأشار سلمان إلى أن خطة الهيئة لإمارة دبي في مجال الشبكات الذكية ستكون تجربة متكاملة وفريدة من نوعها، إذ تم تطوير استراتيجية الشبكات الذكية التي هي أحد أهم عناصر المدينة الذكية. وقد وضعت في هذا الإطار خططٌ وبرامجُ تعزز خفض الطلب على الطاقة وإدارة كفاءتها، وتحسين العمليات التشغيلية وآليات العمل المنفذة تحت مظلة استراتيجية الشبكات الذكية.
وأكد أن هذه البرامج تشمل بنية تحتية متطورة في قياس بيانات الاستهلاك وإدارة الأصول وإدارة الطلب على الطاقة، وأتمتة التوزيع والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وأتمتة المحطات الرئيسة، وتكامل نظام الاتصالات وكفاءة واعتمادية وتوافر إمدادات الطاقة.
وأوضح سلمان أن أحد أهم عوامل نجاح المدن الذكية سلاسة ووفرة الخدمات المتكاملة والمتصلة على مدار الساعة، التي تلبي متطلبات الحياة اليومية، وقد بدأت الهيئة، منذ عام 2009، بوضع بصماتها في الخدمات الذكية، لتكون أول هيئة حكومية تكمل التحول الذكي لكل خدماتها بنسبة 100% خلال أقل من عام من إعلان استراتيجية دبي للتحول الذكي.