الدار البيضاء- سعيد بونوار
تَشهد المناطق الصحراوية المغربية المتاخمة للحدود مع موريتانيا ألوانا مختلفة من التجارة غير الشرعية القائمة أساسا على التهريب بكافة أنواعه، ولعل من بين "السلع" التي تشهد رواجا وتكاد تمر في "سرية تامة" تَهافت وسطاء المشعوذين على شراء "مخ الضباع" الذي يعتقد أنه يستعمل في أعمال السحر والشعوذة.ومع انقراض هذا الحيوان في الغابات المغربية جراء كثرة الطلب ، بات الحصول على "رأس الضبع " مطلبا ثمينا لعدد من المشعوذين الذين يصرون على أنه يملك قدرات سحرية عجيبة، حيث يصل ثمن المخ إلى آلاف الدولارات. ويذكر أن حدائق الحيوانات في المغرب لمْ تَعد تَضم في أقفاصها الضباع، وبات زوار هذه الحدائق على قلتها يتساءلون عن الضبع وأسرار اختفائه. وقال مراقبون أن سبب الغياب لا يرتبط بإنقراض هذا الحيوان، وإنما بتخوفات من استمرار عمليات سرقة الضباع وإستعمالها في أعمال شعوذة، إذ شهدت الحديقة الوطنية المغربية في تمارة قبل "خصخصتها" وتطويرها "اختفاء ضبعين" . وفتحت السلطات الأمنية آنذاك تحقيقا انتهى باعتقال حارس يشتبه في تسهيله سرقة الحيوانين وبيعه لمشعوذين يستعملون مخ الضبع في أعمال السحر والشعوذة، إذ يصل ثمن جزء صغير من مخ الضبع إلى 10ملايين سنتيم "حوالي 12 ألف دولار" وتكرر السيناريو ذاته، في حديقة الحيوانات الثانية بعين السبع وسط الدار البيضاء، إذ سبق وأن عثر على جثة الضبع الوحيد في الحديقة دون الرأس، ومنذ ذلك الوقت مازالت "يافطة" القفص تتحدث عن مميزات الضبع الذي لم يعد له وجود.