ذكور الحشرات

  كشّفت أبحاث بريطانية حديثة، أن الموجات الحارة ودرجات الحرارة المرتفعة، تسببت في إلحاق أضرار بالغة بخصوبة الخنافس الذكور، كما أن الفترات الحارة المتتالية، يمكن أن تصيب تلك الحشرات بالعقم، ما يؤثر تأثيرًا بالغًا على تكاثرها.

  ووفقًا لصحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن الاحتباس الحراري العالمي، جعل الموجات الحارة أكثر شيوعًا، والتي تدمر الحياة البرية، وتكشّف الدراسة التي نشرت في مجلة "Nature Communications" العلمية، إثباتًا لهذان الاتجاهان.

  وقال العلماء من جامعة "إيست أنجليا" في إنكلترا، الذين يقفون وراء هذه النتائج، أنه قد يكون هناك صلة بين الموجات الحارة، وحالات ضعف الخصوبة للبشر أيضًا، فقد انخفض عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال الغربيين إلى النصف خلال الأربعين سنة الماضية.

  ودرس الباحثون الخنافس، لأن هناك 400.000 نوع، ما يمثل نحو ربع جميع الأنواع المعروفة، وتتدفق أعداد الحشرات في جميع أنحاء العالم مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث انخفضت بنسبة 80٪ في 30 عامًا، في الغابات المطيرة في بورتوريكو، وبنسبة 75٪، في المحميات الطبيعية الألمانية.

  ومن المعروف أن الحشرات هي جزء لا يتجزأ من الحياة، والتي يقول العلماء إن انخفاضها يمكن أن يؤدي إلى إخلال التوازن البيئي، ولا يعرف الكثير عن الأسباب الدقيقة لهذا الانخفاض، رغم أن تغير المناخ وتدمير الموائل والاستخدام العالمي للمبيدات، تعتبر عوامل محتملة.

  ووجد البحث بعد تعرض الخنافس لموجة حرارية لمدة خمسة أيام في المختبر، انخفاض إنتاج الحيوانات المنوية، بنسبة ثلاثة أرباع للذكور.

  وقالت كريس سيلز، من جامعة إيست أنجليا، التي قادت فريق البحث، "يعتقد أن الخنافس تشكل ربع التنوع البيولوجي، لذا فإن هذه النتائج مهمة للغاية لفهم كيفية تفاعل الأنواع مع تغير المناخ".

  وأظهرت أبحاث أخرى، أن الحرارة يمكن أن تضر بتكاثر الذكور في البشر، وكذلك الأبقار والأغنام وغيرها من الثدييات.

  وقال البروفيسور مات غاغ، الرئيس المشارك لمجموعة أبحاث UEA""، "يمكن أن تكون هناك صلة بين درجات الحرارة المرتفعة وبين الخصوبة البشرية".

   وقال ستيوارت ويبي، من جامعة أكسفورد، الذي لم يشارك في الدراسة، "في ضوء ما نعرفه بالفعل عن مدى حساسية الحيوانات المنوية للحرارة، هناك سبب لتوقع تأثيرات مشابهة تظهر في الحشرات، وكذلك في الثدييات بما في ذلك البشر".

 بعد التعرض لموجة حرارية لخنفساء الدقيق الحمراء المستخدمة في التجارب، وهي نوع استوائي يتكاثر في درجة حرارة  35 درجة مئوية، انخفضت الخصوبة لدى الذكور منها، كما انخفض عدد النسل الذي ينتج من الذكور بمقدار النصف، والأمر الأكثر قلقًا، هو أن الآثار الضارة كانت موروثة من قبل الذكور التي أنتجوها، وكانت حياتهم أقصر بنسبة 20٪ ، وأدت بدورها إلى إنتاج عدد أقل من النسل.

   وهناك تجارب أخرى جارية، لمعرفة ما إذا كانت الخنافس قادرة على التكيف مع الصدمات الحرارية، ودراسة كيفية تعامل الأنواع الأخرى، مثل الفراشات، مع درجات الحرارة المرتفعة.