اكتشاف أول كهف أسماك في أوروبا

توصَّل أحد هواة الغوص إلى اكتشاف مفاجئ في أعماق البحر، حيث تمَّ اكتشاف أول كهف أسماك في أوروبا في مكان بارد في متاهة تشبه الكهف تحت البحر في جنوب ألمانيا. ولاحظ الغواص جواشييم كريسلماير أن الأسماك كانت "تنظر إليه بغرابة"، وقد التقط بعض الصور لها وعرضها على أصدقائه، مشيرًا الى أنه عثر على سمكة نادرة من فصيلة شبوطيات الشكل.

وعلى الرغم من أنها تعيش في الكهف منذ 20 ألف سنة ، إلا أنها تكيفت بسرعة مع الظروف المظلمة، حيث طورت مستشعرات طولية ممدود تشبه الخياشيم لكنها أكبر من الأسماك ذات الصلة التي تعيش بالقرب من سطح البحر. وأجرى باحثون من جامعة "كونستانز" في ألمانيا دراسات وراثية للأسماك والتي أظهرت أنها كانت تعيش في الكهف لمدة 20 ألف سنة.

وبمقارنة النتائج مع الأسماك الأخرى التي تم صيدها في اتجاه المنبع والمصب في الكهف، اكتشف الباحثون أن الأنواع التي كانت تعيش في الكهف كانت تعيش في عزلة، وهي أول أسماك كهف أوروبية معروفة. ويعتقد الباحثون، حتى الآن، أن الغمر الجليدي البليستوسين أو العصر الجليدي الحالي قد منع الأسماك من العيش في الإمكان الجوفية في الشمال. وقال آرني نولتي، المؤلف المشارك في الدراسة: "لقد كانت فقط عندما تراجعت الأنهار الجليدية حيث أصبح النظام أول مكان مناسب للأسماك."

وعلى الرغم من أنها فترة قصيرة نسبيا في الزمن التطوري، إلا أنها تظهر أن الأسماك بالفعل لديها تكيفات مميزة كأسماك كهف "حقيقية". حيث أن عيونها أصغر بكثير، وتظهر تقريبا كما لو أنها منحنية إلى الداخل، ولونها قد اختفى. وقال كريسلماير: "إن مدخل الكهف حيث وجد الأسماك، مظلم تمامًا. وعلى مسافة 550 متر في قاع البحر ". وأضاف إن "الضوء الوحيد هو الضوء الذي تجلبه معك".

ورأى كريسلماير لأول مرة البحيرات في آب / أغسطس 2015 أثناء استكشاف أعمق أجزاء منطقة الدانوب، التي لا يمكن الوصول إليها إلا في ظل ظروف جافة بشكل خاص في الصيف والخريف. وأضاف: "لا يوجد أكثر من 30 غطاسًا قد وصلوا إلى المكان، حيث تم العثور على الأسماك". وتابع: "نظرًا لسوء الرؤية عادة، والتيار القوي، ودرجة الحرارة الباردة، والمتاهة في المدخل، وفان معظم الغواصين لا يعودون مرة أخرى للغوص".

ونجح كريسلماير في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، في تجربة غوص آخرى، من التقاط عينة حية، مما سمح للباحثين لدراسة ميزاته بمزيد من التفصيل. وفي العام التالي، امسك بأربع سمكات أخرى، مما أتاح المزيد من الدراسة لشكل الأسماك الجديدة ومقارنتها بعلم الوراثة. وتظهر النتائج أن التكيف مع الكهوف الجوفية يمكن أن يكون سريعا - ويتطلب بضعة آلاف من السنين فقط. ويقول الباحثون إنهم سيواصلون دراسة هذه الأسماك الكهفية الجديدة بمزيد من التفصيل، بما في ذلك خصائصها الوراثية والجينومية والسلوكية.