قرود الشمبانزي

 في دراسة حديثة قام بها باحثون من جامعة ولاية أريزونا، وُجد أن الشمبانزي الذكر الذي يكون على علاقة صداقة مع ذكور قمة التصنيف هم أكثر نجاحا في التزاوج مع الإناث المفضلة عند وجود الذكور المسيطرة، وقام الباحثون بدراسة سلوك الحيوانات على مدى 36 عاما.

وعلى الرغم من المثل الذي يقول "لا يكمن الأمر في ما تعرف، ولكن من تعرف"، فإن ذلك الأمر ينطبق في عالم الشمبانزي، إذ تشير الدراسة الجديدة إلى أن الشمبانزي التي تقيم صداقة مع الذكر المسيطر في القبيلة أكثر نجاحا في التزاوج، مما يزيد من أعداد الحيوانات، وكذلك يوفر فرصة أكبر لتمرير جيناتها.

في حين أن الذكور المسيطرة عادة تتزاوج من أنواع الشمبانزي الأخرى، إذا لم يكن لديهم قدرة كاملة في الوصول إلى رفيقاتهم المفضلة. وهناك العديد من المنافسين من الذكور، والعديد من الإناث التي تتقبل العملية الجنسية. وأيدت الدراسة هذه النظرية، ولكن أيضا قدمت تفسيرا آخر لماذا لا يحتكر الذكور المسيطرون تماما التزاوج.

وقال جويل براي، معد للدراسة إن "الذكور المسيطرين قد يتنازلون لمن هم أقل منهم في المرتبة مقابل خدمات اجتماعية، مثل الدعم في معارك ضد ذكور أخرى." وفي حين تستفيد الذكور الثانوية على المدى القصير عن طريق الحصول على فرصة للتزاوج، فإن الذكور المسيطرة تكتسب فوائد طويلة الأمد خلال البقاء في قمة الهرم. وقال براي إن "التبادلات الاجتماعية هو أمر مربح للطرفين".

ودرس الباحثون عدة آلاف من عمليات التزاوج على مدى 36 سنوات، خلال فترة تولي ثمانية ذكور في أكبر دراسة من نوعها.

وكشف تحليلهم أن الذكور الثانوية التي تزيد أعدادهم على الذكور الرئيسية، فرصتها أكثر في الحصول على تزاوج ناجح عندما يكونون بالقرب من الذكور الرئيسية. وهذا يشير إلى أن الذكور الرئيسية تتسامح في محاولات التزاوج بالنسبة إلى الذكور التي تأتي أقل منها في المرتبة.

قال براي إن "هذه النتائج مثيرة للغاية لأنها توضح وظيفة واحدة محتملة من الروابط الاجتماعية". وقال إيان جلبي، المشارك في إعداد الدراسة إن "الخطوة التالية هي التحقق من هذه العلاقات بكثير من التفاصيل".

وأضاف: "هل الاستمالة موزعة بالتساوي؟ هل الذكور المهيمنة أكثر تسامحا إذا كانوا يحظون باهتمام أكثر من الذكور ذوي الرتب الدنيا؟"، وأشار إلى أنه في المستقبل، نريد أيضا أن ننظر في ما إذا كانت الذكور المهيمنة تختلف في درجة تنازلها عن التزاوج.