الحيوانات البحرية في "روكال" تتغذَّى بـ"البلاستيك"

اكتشف باحثون في الجمعية الاسكتلندية للعلوم البحرية (SAMS) في مدينة "أوبان" ، أن مخلوقات أعماق البحار التي تم جمعها من ساحل جزيرة "هبرديس"، في المملكة المتحدة، تتغذى على البلاستيك لمدة أربعة عقود على الأقل. ووفقا لصحيفة "التلغراف" البريطانية، فقد فحص العلماء عينات من الحيوانات التي تم جمعها من أكثر من ألفي متر (6،561.8 قدم) في حوض "روكال" قبالة الجزر الغربية، واكتشفوا آثار لثمانية أنواع مختلفة من البلاستيك في بطون الحيوانات البحرية مثل نجم البحر، والنجوم الهشة التي تم جمعها بين عامي 1976 و 2015.

وكانت مادَّتا "البوليستر والنايلون" من بين المواد البلاستيكية التي تم تحديدها من قبل الباحثين في الجمعية الاسكتلندية للعلوم البحرية، مما يوحي بأنها ربما أتت من غسل الملابس الاصطناعية. وهذا البحث الجديد يكمل البحث الذي أجري في العام الماضي والذي كشف أن 48 في المائة من نجم البحر والقواقع في حوض "روكال" تحتوي بطونهم على قطعًا بلاستيكية مجهرية.

وتقول الباحثة الدكتورة ويني كورتين جونز حول ذلك: "إن الإنتاج الضخم للبلاستيك بدأ فقط في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين ، لذلك من المنطقي أن نتوقع نسباً أقل من البلاستيك في عيناتنا السابقة ، مع اتجاه تصاعدي لاحق في مستويات الحاضر لكننا لم نشهد ذلك من قبل، وكان الواقع مختلفا تماما، حيث اكتشفنا أن نسب الخلايا متناهية الصغر الموجودة في بطون الحيوانات البحرية متشابه بشكل ملحوظ طوال السلسلة الزمنية".

وأضافت: "تُظهِر هذه البيانات ، وللمرة الأولى ، الانتشار الطويل الأمد للتلوث الدقيق في البحر العميق"، مشيرة إلى أن البلاستيك المصغر ربما كان موجودًا في قاع البحر في حوض روكال قبل عام 1976.

وكان الباحثون قادرين على الوصول إلى السجلات التاريخية التي تم جمعها من رحلة Ellett Line العلمية السنوية ، والتي بدأت في عام 1975 ، والتي تجمع عينات وملاحظات في أماكن المراقبة بين اسكتلندا وأيسلندا.

ويقول الدكتور بهافاني ناراياناسوامي ، وهو مختص في علم البيئة في البحر العميق وشارك في البحث: "لإيجاد مثل هذه المستويات العالية من ابتلاع للبلاستيك بين الكائنات التي تعيش في أعماق البحار والتي تم أخذ عينات منها قبل أكثر من 40 عامًا ، يظهر أن التلوث في محيطاتنا ليس مشكلة جديدة" .

وأشار إلى أن الدراسات السابقة أبرزت  المستويات الحالية للتلوث البلاستيكي ، منوها: "لكننا نحتاج إلى المزيد من البيانات طويلة الأجل إذا أردنا معرفة المدى الحقيقي للمشكلة."

 نشرت نتائج الدراسة في مجلة "Environmental Pollution" العلمية.