برلين ـ جورج كرم
تصدرت ألمانيا الدول التي تُعيد تدوير النفايات، فوفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يضع الألمان 65 في المائة من نفاياتهم في مجموعة من صناديق، لجمعها وإعادة استخدامها أو حرقها. وتأتي كوريا الجنوبية في المرتبة الثانية، وتُعيد تدوير 59٪ من النفايات الخاصة بهم. أما الولايات المتحدة تقوم بتدوير 35 في المائة، بفارق بسيط عن الدول النامية، التي تنتمي إلى المنظمة، بينما تتقدم كثيرًا عن تركيا، التي تلقى بنحو 99 في المائة من النفايات في مقالب القمامة.
وهناك عدد من الألمان لا يمتثلون إلى إعادة التدوير، فبدلًا من تصنيفها، يلقون جميع النفايات في صندوق يسمى "النفايات العامة"، ويسخرون من جيرانهم الذين يضعون كل نوع قمامة في صندوق خاص على حسب اللون. ومن المفترض أن يوضع البلاستيك والعلب في صندوق باللون الأصفر. والأزرق للورق والكرتون. أما النفايات الزجاجية لها صندوقين الأبيض للزجاج الشفاف، والأخضر للزجاج الملون.
ويوجد صناديق باللون البني للنفايات العضوية، التي تتحول إلى سماد. ومنذ عام 2015، الزم القانون الألماني جميع أفراد المجتمع، بجمع المواد التي تتحول إلى أسمدة، لاستخدامها في محطات الغاز الحيوي أو السماد العضوي. وينتج الألمان 10 مليون طن من هذه النفايات كل عام. وتكاد الدول الأوروبية الأخرى، تكون على نفس حماسية الألمان. فوفقًا للوكالة الأوروبية للبيئة، فأن كل من النمسا، وبلجيكا، وسويسرا، وهولندا، والسويد، تُعيد تدوير ما لا يقل عن نصف النفايات البلدية.
ويعتبر استخدام ألمانيا الصناديق الملونة في جميع الأماكن، أكثر عناصر نجاح هذه العملية؛ فهي توجد في عربات القطارات ومحطات الوقود، والساحات والحدائق العامة والمدارس، وحتى ملاعب كرة القدم. وجميعها مكتوب عليها باللغة الإنكليزية إلى جانب الألمانية، لمساعدة الأجانب في معرفتها. وإذا لم يكن هذا كافيًا، فالألمان العاديين نادرًا ما يخجلون من اعتراض الغرباء، الذين يخطئون في استخدام هذه الصناديق.