النظام الغذائي المعتمد على الحبوب يحول الهامستر إلى حيوان آكل للحوم صغاره

كشف باحثون أن اتباع نظام غذائي، يعتمد على الحبوب، يحول "الهامستر البري"، في شمال شرق فرنسا، إلى آكل لحوم مضطرب يلتهم صغاره. وأوضح غيراد بومغارت، الخبير في الهامستر الأوروبي ورئيس مركز البحوث لحماية البيئة في Alsace، قائلًا "من الواضح أن هناك عدم توازن، موائل الهامستر لدينا تنهار". ويعدّ الهامستر في حالة خطرة في غرب أوروبا، وعلى الرغم من انتعاشه عند تغذيته على مجموعة متنوعة من الحبوب والجذور والحشرات، إلا أنه يعيش اليوم من محيط عقيم من الذرة أو الحبوب التي تنمو صناعيًا.

واكتشف العلماء أن هذا النظام الغذائي الرتيب يترك الحيوانات تتضور جوعًا، وهو ما اكتشفه العلماء عن طريق الصدفة. وتكمن المشكلة في نقص الفيتامينات، وبخاصة b3 أو النياسين، وفحص باحثون من جامعة ستراتسبورغ بقيادة "ماتيلدا تيسر"، لمعرفة ما إن كان النظام الغذائي للهامستر، يؤثر على قدرته على التكاثر في البرية.

ويعتقد أن مرض البلاغرا دمر نحو 3 مليون شخص في أميركا الشمالية وأوروبا من منتصف القرن 18 إلى منتصف القرن 20، وفكرت تيسر وزملائها في طريقة لمعرفة ما إن كان الهامستر الذي يتناول الذرة يعاني من حالة مماثلة، وفي المجموعة الثانية من التجارب قدم الباحثون للهامستر وجبات غذائية من الذرة، وتحتوي إحداها على فيتامين b3، وكان النظام الغذائي الغني بالفيتامين كافي للقضاء على هذه الأعراض المروعة، ومنع إناث الهامستر من أكل صغارها، وأشار العلماء إلى أن العواقب الوخيمة لنقص فيتامين b3 لم تنتج عن انخفاض هرمونات الأم، بل نتيجة تغير الجهاز العصبي، وهو ما أثار سلوكيات الخرف لدى البشر أيضا.

وحثّ الباحثون "مع العلم بأن هذه الأنواع تواجه بالفعل تهديدات كثيرة وأن معظمها يواجه خطر الانقراض، وهناك ضرورة مُلحة لاستعادة مجموعة متنوعة من النباتات في مشاريع زراعية"، ويتفق بومغارت الذي ناضل لأعوام لحماية القوارض المهددة بالانقراض قائلًا "التربية المنفردة في الراعة سيئة حقا للتنوع البيولوجي، نحن الأن بحاجة لاتخاذ إجراءات ملموسة".