صورة لجيش من النمل

يتحد جيش النمل معا لإنشاء أعشاش يعيش فيها صغارهم باستخدام حرارة جسمهم الجماعية لزيادة تدفئة الحرارة السطحية الباردة، وكشفت دراسة جديدة في كوستاريكا أن هذا التكنيك يساعدهم على البقاء على الحياة في الارتفاعات العالية وخلق بيئة دافئة تصل حرارتها إلى 13 فهرنهايت من درجة السطح، ويعد الحفاظ على حرارة العش أمر بالغ الأهمية لتطوير الذرية في مراحل نموهم قبل البلوغ، وأوضح الباحثون أنه من المرجح أن النمل ينفق الكثير من الطاقة للحفاظ على الحرارة، وفي دراسة جديدة نشرت مؤخرًا في مجلة Insects Sociaux تتبع باحثون جامعة دريكسل ثلاثة أعشاش مختلفة معروفة باسم (bivouacs) على ارتفاعات مختلفة، وكان العش الأدنى على ارتفاع 950 متر عن سطح البحر والأعلى ارتفاعًا على بعد 1565 متر، ويتبع نمل (Labidus Praedator) دورة حياة مخطط لها بعناية حيث ينتقل عندما يصبح الصغار يرقات صغيرة، وعندما يتحولوا إلى شرنقة في مرحلة ما قبل البلوغ يظل النمل في العش بشكل مؤقت لعدة أسابيع.

وأفاد الباحثون أن درجة حرارة هذا العش تعد عنصرًا حاسمًا في بقاء الصغار على قيد الحياة وقدرة النمل على التحرك، وأضافت كتالين بودير طالبة الدراسات العليا في جامعة دريكسيل للفنون والعلوم والتي تعاونت مع البروفيسور سين أودونيل " كما  هو الحال بالنسبة لمعظم الحشران تعد درجة حرارة عش النمل أثناء تربية الصغار أمرًا هامًا في تحديد الوقت اللازم لفقس كل بيضة للوصول إلى مرحلة البلوغ"، من المهم أن يظل العش دافئا في المرتفعات لضمان نطاق حرارة مثالية، وتابعت بودير " في المرتفعات العالية ربما يكون دفء العش أكثر أهمية عنه في الأماكن المنخفضة لأنه درجة حرارة الهواء المحيط هي أبعد عن درجات حرارة النمو المثالية".

وقام الباحثون بقياس درجة حرارة السطح والتربة ووجدوا أن العش ظل دافئا بما يكفي للحفاظ على الصغار على الرغم من درجات الحرارة الباردة في التربة والمياه السطحية، وفي الأسفل تكون درجات الحرارة فقط أكثر دفئا  بمقدار 1 فهرنهايت عن الأعلى، إلا أن العش حظى بمتوسط درجة حرارة 13 فهرنهايت فوق السطح، وبين الباحثون أن ذلك يشير إلى أنهم يخلقون هذه الحرارة من أجسامهم، وأوضحت بودير " هذه الدراسة ترفع سقف ما كنا نظن أنه يمكن للنمل أن يفعله فيما يتعلق بتدفئة الصغار لمواجهة الظروف الباردة والرطبة الشديدة في الأعشاش في المرتفعات العالية".

وأشارت الدراسة إلى ان هناك سقف لقدرات الاحترار للنمل، حيث كانت الأعشاش ذات الارتفاعات المنخفضة على بعد 950 متر أكثر دفءً باستمرار عن الأعشاش على ارتفاع 1565 متر، وأردفت بودير " وكان الارتفاع القياسي للنمل في كوستاريكا ممثل في عينه من نمل Labidus coecus والذي تواجد على ارتفاع 3 آلاف متر عن سطح البحر، ولكن في حالة نمل L. praedator بلغ أعلى ارتفاع 1750 متر فوق سطح البحر، وأظن أن درجات الحرارة البادرة هي عامل رئيسي في تحديد هذه النطاقات ، ويبدو أن العش الأكثر ارتفاعًا يعاني للحفاظ على الدفء في الرطوبة والتربة الباردة "، وأضاف أدونيل " نعتقد أن النمل في الجبال ينفق الكثير من الطاقة للحفاظ على العش دافئ".