واشنطن ـ رولا عيسى
تحطّم جزء من كوكب مكّونًا "نيزك" كان في طريقة إلى الأرض قبل عقد من الزمان، وهو جزءً من كوكب ضائع منذ زمن طويل تشكّل في النظام الشمسي المبكر، بعد بضعة ملايين من السنين فقط من ولادة الشمس، ويقول الخبراء إن النيزك الذي يُطلق علية "ألماثا سيتا"، والذي يحتوي على قطع صغيرة من الألماس يأتي من كوكب غامض كان يحلّق حول الشمس منذ 4،5 مليار عام، ولكن تم تدمير الجرم السماوي الذي كان أكبر قليلا من كوكب عطارد، في اصطدام كوني ملحمي، فيما يفتح النيزك للعلماء نافذة لدراسة علم تكوين الكواكب، فضلا عن كونه نيزك نادر وغاليا لاحتوائه على الألماس النادر.
وسُمي النيزك المُتحطم "بالماثا سيتا" نسبة إلى الموقع الذي سقط به في السودان في عام 2008، وذكر شهود عيان في بلدة وادي حلفا وفي محطة للسكك الحديدية في الصحراء النوبية، تُعرف باسم "المحطة السادسة" أو "ألماثا سيتا" بالعربية، أنهم شاهدوا "كرة نارية تشبه الصواريخ" في السماء، ويعرف هذا النوع النادر للغاية من النيازك، باسم "يوريليت"، هو واحد من العائلات الرئيسية للنيازك ويتراوح حجمها من غرامات عدة إلى بضعة كيلوغرامات، وتحتوي قطع الألماس الموجودة في النيزك على بلورات صغيرة بداخلها قد تتطلب ضغطًا كبيرًا لتشكيلها.
تدمير الكوكب الأصلي خلال 10مليون سنة
من المُعتقد أن جسم الكوكب الأصلي الذي تشكل منه النيزك المنفجر قد تضرر بشكل كإرثي من خلال تأثير10 مليون سنة من النظام الشمسي، وقال الباحث الرئيسي الدكتور فرهنغ نبيي من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان لـ"الديلي مي "هناك أكثر من 40 نيزكًا تُصنف على أنها من نوع يوريليت "، وأضاف "وعلى الرغم من أن هناك العديد من النيازك القادمة من المريخ أو القمر، فإن تدمير هذا الكوكب بشكل خاص في النظام الشمسي المبكر أمر فريد من نوعه".
استخدام تقنية المسح الضوئي للكشف لفحص النيزك
وقد استخدم الفريق البحثي التابع للدكتور السويسري تقنية المسح تقنية المسح الضوئي القوى والتي تُسمى الفحص المجهري للإلكترون لفحص النيزك بعناية ووجدوا الماسا وبلورات صغيرة مغمورة داخل الماس في النيزك، وأظهرت الدراسة أن الألماس يجب أن يكون قد تشكل تحت ضغط أعلى من 20 غيغاباسكال، أو 197،385 مرة من ضغط الغلاف الجوي للأرض عند مستوى سطح البحر.
تشكلّ الكواكب الأرضية بتراكم عشرات الأجنّة الكوكبية
وأضاف الدكتور نيبي: "أن نماذج الكواكب تشير إلى أن الكواكب الأرضية تتشكل بتراكم عشرات من الكواكب الصغيرة الوليدة من خلال بعض التأثيرات النشطة، ومع ذلك، لم يتم العثور على بقايا هذه الكواكب الأولية الكبيرة"، وواصل "تم جمع ما يقرب من 50 شظية من النيزك الذي يبلغ وزنه 83 طنًا من الصحراء في شمال السودان، حيث سقط في أكتوبر/تشرين الأول 2008، اكتشف علماء الفلك في البداية وجود كتلة صخرية في الولايات المتحدة والتي تصدرت عناوين الصحف حيث تم تعقبها بواسطة التلسكوبات في جميع أنحاء العالم، وقد انهارت في نهاية المطاف في الغلاف الجوي فوق الصحراء النوبية، مما لا يشكل خطرا على حياة الإنسان".