الحيوانات

أثبتت دراسة علمية حديثة أن الحيوانات تمتلك الكثير من اللهجات المختلفة، استنادًا إلى سلالتها وموقعها، وقد نجحت في تحديد 21 نوعًا من العواء، والتي تتوافق مع سلالات محددة من الذئاب، وكذلك ابن آوي والكلاب المنزلية.
ويعتقد العلماء أن تلك النتائج يمكن أن تساعد في الحفاظ على البيئة وحماية بعض السلالات، أو حتى تسليط الضوء على اللهجة الأقرب لتطور اللغة البشرية الخاصة، على الرغم من أنهم لا زالوا لا يعرفون حاليًا ما يعنيه تنوع العواء.


وقاد فريق دولي من العلماء من جامعة كامبريدج أكبر تحليل لعويل أسرة كانيد من الأنواع التي تضم الذئاب وابن آوي والكلاب المحلية، باستخدم خوارزميات حاسوبية لتصنيف 2000 عواء مختلف ضمن 21 نوعًا من العواء، استنادًا إلى النوع والتقلب، ومقارنتها بأنماط العواء.
وأظهرت الدراسة، التي أجراها فريق من العلماء من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا والهند، أن الأنواع والسلالات المختلفة تمتلك مخزونًا مميزًا من العويل، أو بمعنى آخر بصمات صوتية، والتي تستخدم أنواع مختلفة من العواء تبعًا لأنواع الكانيد، ولعل هذا هو السبب أنه ليس من الغريب أن تنتشر الذئاب في جميع أنحاء العالم، من البراري في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا وشمال أفريقيا إلى المنازل.
وذكر رئيس فريق الباحثين، الدكتور أريك كرشينبوم، من جامعة كامبريدج قسم علم الحيوان، أن النتائج يمكن استخدامها لتتبع وإدارة الذئاب البرية على نحو أفضل، وتساعد على منع الصراع مع المزارعين، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق خلق عواء أكثر دقة للعب على الذئاب؛ من أجل تشجيعهم على توجيه واضح بعيدًا عن المزارع والماشية، على سبيل المثال.
ويعتقد أيضًا أنه من خلال دراسة الأصوات يمكن تحديد أنواع الذكاء الأخرى التي تستخدم الاتصالات الصوتية عن السلوك التعاوني، مثل الذئاب والدلافين، والتي قد توفر أدلة على أقرب تطور يستخدم المنطقة ذاتها من اللغة.
وقد لا تكون الذئاب قريبة منا تصنيفًا، ولكن من الناحية البيئية سلوكهم في البنية الاجتماعية قريبًا من نظيرها في البشر، وهذا هو السبب في استئناس الكلاب، لأنها مشابهة جدًا للبشر.
وذكر كرشينبوم: فهم اتصالات الأنواع الاجتماعية القائمة لابد من أن يكشف المسارات التطورية التي أدت إلى التواصل الأكثر تعقيدًا في الماضي، مما يؤدي في النهاية إلى القدرة اللغوية الخاصة بنا.