هيئة البيئة في أبوظبي

حذرت هيئة البيئة في أبوظبي من اقتناء الحيوانات البرية المحلية وغير المحلية، في المنازل، باعتبارها سبباً لنقل الأمراض، وقد تلحق الأذى بمربيها، إضافة إلى أن اقتناءها يشجع على صيدها في مواطنها الأصلية، ما يعرضها للانقراض.

وأوضحت المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في الهيئة الدكتورة شيخة الظاهري إن هناك العديد من المخاطر الناجمة عن اقتناء حيوانات برية في المنازل كأن تكون سبباً لنقل الأمراض إلى الإنسان والحيوان، فضلا عن أنها يمكن أن تجرح أو تقتل مربيها أو أي إنسان في حال تمكنت من الهرب، لذا يجب أن تبقى الحيوانات في محيط مناسب وأمان مع توفير الرعاية اللازمة.

وأوضحت الظاهري أن معظم البلاغات التي وصلت للهيئة كانت للإبلاغ عن مشاهدة أنواع مختلفة من الحيوانات. وكانت غالبيتها حول مشاهدة غزلان برية شاردة أو هاربة. كما تم تسجيل بلاغات حول مشاهدة سلاحف بحرية على الشواطئ بما في ذلك السلاحف البرية.

كما تلقت الهيئة وفقا للظاهري بلاغات عن مشاهدة طيور تتمثل بشكل رئيسي في الحمام، وطيور الفنتير (الفلامنجو) والطواويس. كما كان هناك بعض المشاهدات لثعابين.

وبشأن إجراءات الهيئة في التعامل مع البلاغات، أشارت الظاهري "إنه في حالة الحيوانات الكبيرة مثل المها أو الغزلان التي يتم الإبلاغ عن مشاهدتها بالقرب من الطريق السريع الرئيسي يتم عادة إرسال فريق متخصص لأسر هذا الحيوان ونقله إلى مكان أكثر أمانا بحيث لا يشكل خطرا على سائقي السيارات والجمهور بشكل عام.

 أما في حال رؤية الحيوانات البرية في المناطق الطبيعية المحيطة ينصح الشخص بترك الحيوان كما هو الحال في بيئته الطبيعية. وأشارت إلى أن هناك بعض الحالات التي تتلقى فيها الهيئة بعض المكالمات التي تحمل معلومات مضللة، وهو ما يتطلب من الهيئة الحذر في التعامل معها.
وعن أقرب البلاغات التي وصلت الهيئة تتمثل في تلقي بلاغات غير صحيحة حول مشاهدة حوت القرش على كورنيش أبوظبي. وتلقي مكالمة حول وجود ثعبان بين النباتات إلا أنه كان عبارة عن إناء للزهور على شكل ثعبان وهو أمر شائع استخدامه.

ولفتت الظاهري إنه في حال وجدت الهيئة أحد الحيوانات البرية تتم إعادة إطلاقها إلى البرية، خاصة بالنسبة للحيوانات التي يمكن أن تتعايش بأمان في المناطق المناسبة التي تنتمي إليها، لافتة إلى أن الهيئة تتعامل مع شبكة من مجموعات الحيوانات الخاصة وبعض حدائق الحيوان العامة التي تساعد على إيواء مثل هذه الحيوانات التي يتم أسرها وهي على قيد الحياة.

وبشأن وضع حد لتربية الحيوانات البرية في المنازل، أوضحت الظاهري أن هيئة البيئة في أبوظبي تتعامل مع الجهات المعنية على المستويين المحلي ممثلة بالشرطة والبلدية، وعلى المستوى الاتحادي تنسق الهيئة مع وزارة البيئة والمياه. ولفتت إلى أن اقتناء الحيوانات البرية في بداية مراحلها العمرية لمجرد الاحتفاظ، بها لا يعني أنها أليفة أو مستأنسة، فهي تختلف تماما عن الكلاب والقطط، التي تم تدجينها على مدى آلاف السنين، فالحيوانات البرية، وبحكم طبيعتها، متكيفة ذاتيا، ومن الصعب تغيير السلوك الغريزي لديها، ما يجعل اقتناءها والاحتفاظ بها كحيوانات أليفة اختيارا خاطئا.

وأفادت بوجود معضلة أخرى تتمثل في التخلص من الحيوانات البرية، خصوصا غير المحلية بإعادة إطلاقها في البرية، ليبدأ صراع جديد من الصراعات والتحديات البيئية التي تؤثر سلباً على الأنواع المحلية في حال استطاعت هذه الحيوانات البقاء على قيد الحياة والتأقلم في البيئة الجديدة.