الأمن الغذائي العربي

كشف بحث عن الأمن الغذائي في الوطن العربي وعلاقته بالتغيرات المناخية، أنَّ الوطن العربي يستورد سنويًا ما نسبته 70 في المائة من سلعه الغذائية بقيمة إجمالية تزيد عن 35 بليون دولار.

وأوضح الدكتور رزق بشير سليمية الذي عرض نتائج بحثه في أعمال الندوة الثانية للرواد العرب والأميركيين الباحثين في العلوم والهندسة والطب التي عقدت في العاصمة مسقط في عمان في الفترة الممتدة ما بين  13-15 كانون الأول/ دسيمبر 2014، بمشاركة من 130 باحثة وباحث على مستوى العالم، أنَّ السبب  الرئيس الذي أدى إلى خلق هذا الواقع الصعب يعود إلى قلة الأراضي المزروعة في الوطن العربي والتي لا تتجاوز نسبتها الـ5% من الأراضي الممكن زراعتها، وإلى التراجع الحاد في إنتاج المحاصيل الحقلية وخصوصًا القمح الذي يعتبر الغذاء الرئيس في الوطن العربي.

وفي نظرة مستقبلية متشائمة لمستقبل الزراعة في الوطن العربي، بيَّن الأستاذ المشارك في علم النبات والنائب الأكاديمي في جامعة فلسطين التقنية "خضوري" الدكتور سليمية، أنَّه ونتيجة للتأثيرات المناخية  في الوطن العربي والناتجة عن زيادة درجة الحرارة وقلة الأمطار والجفاف سيؤدي في العام 2050 إلى نقص حاد في الإنتاج قد تتجاوز نسبته الــ20% في معظم المحاصيل الزراعية مما يعمق ويزيد من مشكلة الأمن الغذائي العربي، بالإضافة إلى معاناة جميع الدول العربية باستثناء السودان وسورية من نقص  شديد في  المياه.

وعن الحلول والاستراتيجيات والسيناريوهات الممكن عملها لموائمة ومواكبة التغيرات المناخية ومواجهة هذه التحديات دعا سليمية، إلى استخدام التقانات النووية مثل أشعة "غاما" وكذلك الهندسة الوراثية في تحسين المحاصيل الزراعية لإنتاج أصناف مقاومة للجفاف وذات دورة إنتاجية قصيرة، بالإضافة إلى استخدام تقنية دراسة نظائر الكربون لتحديد المحاصيل الأكثر تحملًا للجفاف.

وأشار سليمية إلى استحالة وصعوبة الوصول إلى الاكتفاء الذاتي  في الدول العربية، دون تشكيل إتحاد عربي واحد موحد وإزالة الحدود بين هذه الدول، وكذلك التنسيق المتبادل ورسم سياسات مشتركة قائمة على المصالح المتبادلة.

أما فيما يتعلق بالأمن الغذائي الفلسطيني، فقد عرج الدكتور سليمية إلى أنَّ "مشكلتنا مركبة ومعقدة حيث يضاف إلى مجمل هذه العوائق التي تحول دون الوصول إلى الأمن الغذائي مشكلة الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر على الموارد المائية بشكل شبه مطلق بالإضافة إلى مصادرته للأراضي وتحكمه في المعابر التي تعمق هذه المشكلة.

وطالب في هذا السياق بضرورة العودة إلى زراعة المحاصيل الحقلية مثل القمح والشعير والبقوليات والتي تعتبر عصب فلسفة الأمن الغذائي الفلسطيني وأساس صموده. 

يُذكر أنَّ الندوة ناقشت خلال الفترة من13 إلى 15 كانون الأول/ ديسمبر من الشهر الجاري، عددًا من المحاور المهمة، منها على سبيل المثال الأمن الغذائي العالمي: التكيف من أجل المستقبل التي ناقشت موضوع كيفية إدارة موارد المياه والتحديات التي تواجهها في عالمنا المتغير ومحور حول فرص الدعم للبحوث التي تقدمها وكالات دعم البحوث في الولايات المتحدة.