دبي ـ جمال أبو سمرا
ليس بجديد على بلدية دبي أن تكون سباقة في كل شيء، فكل ما هو جديد وفريد من نوعه تجده بداخلها وبمختلف إداراتها، تتنوع أفكارها وتمتاز بخصوصيتها، وتثبت يوماً تلو الآخر أنها الأفضل على مستوى المنطقة لما تقدمه من خدمات وأفكار مميزة لخدمة كل شيء بمدينة دبي سواء لخدمة الجمهور وكيفية التعامل معه وتقديم التسهيلات كافة وسبل الراحة له، أو من خدمتها للبيئة والحفاظ عليها .
جهود بلدية دبي واضحة في الحفاظ على البيئة وبناء المنازل والمباني البيئية إذ قامت مؤخرا بتشييد مبنى بيئياً داخل حديقة القرآن الكريم، وشيدته بكافة المعايير الدولية التي تمنحه التصنيف كأحد المباني الخضراء الصديقة للبيئة .
المبني الأخضر (البيئي)، بناء صُمم وشُيد وأدير بطريقة مستدامة وفعالة، وتوجد بعض المعايير الدولية التي تُمنح من المؤسسات المختصة لقياس مدي توافق المبني مع البيئة وإمكانية تصنيفه ضمن المباني الخضراء .
والمباني الخضراء بشكل عام تعتمد على تقنيات البناء التي تراعي البيئة في المواد المستخدمة واستهلاك الطاقة والاستدامة، ومنها ما يعتمد على المواد الأولية في البناء ويحرص على استخدام ما هو في محيط بيئة المكان مثل البناء بالتربة المدكوكة أو الأكياس الرملية، ومنها ما يعتمد على تقنيات حديثة للحفاظ على الطاقة وتوليدها وإعادة تدويرها باستخدام حلول متقدمة تعتمد على الطاقة الشمسية، المياه المستصلحة، ومصادر الطاقة المتجددة .
لتحسين نوعية البيئة للمباني والحد من التأثير السلبي على النظام البيئي والمساعدة على إنشاء بروتوكولات لتقييم البيئة والطاقة، من الضروري اللجوء إلى المبادئ الإيكولوجية المعروفة على الصعيد الدولي بعبارة المباني الخضراء، التي تهدف إلى التقليل بدرجة كبيرة أو بمعنى أدق القضاء على الأثر السلبي للمباني على البيئة وعلى شاغلي المبنى .
وبالتحدث عن المبنى البيئي "الأخضر" في بلدية دبي سنجد أنه تصميم بطريقة مستدامة وفعالة ويعتبر ويعد من أهم المبادرات البيئية للبلدية في مجال تحقيق الاستدامة البيئية في دبي .
افتتح المبنى الأخضر الذي يقع في حديقة القرآن الكريم في منطقة الخوانيج مدير عام البلدية المهندس حسين ناصر لوتاه ، ضمن فعاليات مبادرة دوام بلا مركبات التي نظمتها الدائرة للسنة السادسة على التوالي،
وأوضح لوتاه أن المبنى البيئي صمم استنادا إلى بعض المعايير البيئية والمعمارية التي أعدت من قبل لجنة الاستدامة في بلدية دبي والتي تبنت مبادرة المباني الخضراء وأصدرت لائحة لشروط ومواصفات المباني الخضراء لإمارة دبي في عام 2010 .
وأكد أن بلدية دبي تبذل قصارى جهودها لتحقيق نتائج إيجابية في مجال حماية الموارد الطبيعية والمواد الأولية لتبقى دبي مدينة بيئية وصحية تتبع أعلى معايير التنمية المستدامة .
على الجانب الأخر وصفت مديرة إدارة البيئة في بلدية دبي المهندسة علياء عبد الرحيم الهرمودي المبنى البيئي بأنه مبنى أخضر مستدام صديق للبيئة تم إنشاؤه وفق أفضل المعايير الصديقة للبيئة بهدف نشر التوعية بين الجمهور، وتشجيع الأفراد والشركات على تطبيق واستخدام الطاقات المتجددة والأنظمة الموفرة للطاقة للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية في الإمارة .
وأكدت الهرمودي أن المبنى البيئي الأخضر الذي تبلغ مساحته (123م2) مبنى نموذجي حيث يستخدم الطاقة الشمسية كمصدر رئيسي وأساسي لتوليد الكهرباء وتغطية احتياجات المبنى من الطاقة 18WPeak بنسبة 100%، ومجهز بأنظمة حديثة تزيد من كفاءة تشغيل المبنى مثل مكيفات الهواء المزودة بوحدات تحسس ذكية تتأثر بنشاط الأشخاص وتعمل على تعزيز عمل جهاز التكييف والتوفير في الطاقة حسب الوضع الحراري في الغرف، إضافة إلى استخدام وحدات إضاءة LED الموفرة للطاقة، التي تتناسب مع معايير المباني الخضراء، كما استخدمت أنظمة إضاءة طبيعية مثل الأنابيب الشمسية Sun Pipes والفتحة السماوية Sky Light .
وعن الخدمات الخارجية للمبنى تقول الهرمودي"أضيفت مقاعد جلوس وسلال مهملات مصنعة من مواد معاد تدويرها بهدف التشجيع على إعادة التدوير وفرز النفايات، إضافة إلى تركيب نافورة مياه تعمل بالطاقة الشمسية أيضا، وطبق نظام الجدران الخضراء وزراعة بعض حوائط المبنى باستخدام حاويات نباتات معلقة تعمل على خفض درجات الحرارة وتلطيف الهواء المحيط بالمبنى لإضفاء مظهر جمالي عليه، كما صُبغ المبنى باستخدام دهانات صديقة للبيئة خالية من المواد الكيميائية والمركبات العضوية المتطايرة ما يساهم في المحافظة على البيئة والصحة العامة .
وتضيف مديرة إدارة البيئة ببلدية دبي علياء الهرمودي "يمكن تشغيل المبنى بمعدل من 8 إلى 10 ساعات بشكل يومي حيث يقوم نظام الطاقة الشمسية المزود به المبنى بإنتاج ما يعادل 30 ميجاوات ساعة سنوياً، وتتم مراقبة الطاقة التي يتم استهلاكها من خلال عدادات كهرباء رقمية" .
وعما يحويه المبنى من الداخل تقول: " قاعة رئيسية وأخرى فرعية تضم القاعة الرئيسية لوحة جدارية موضح فيها معلومات عن كافة التطبيقات الخضراء التي طبقت في المبنى البيئي، إضافة إلى شاشة يمكن استخدامها في عرض أفلام تعليمية وعروض توضيحية عن الطاقات المتجددة والتقنيات الحديثة الموفرة للطاقة خلال إلقاء المحاضرات، وتقديم ورش العمل إضافة إلى وجود لوحة تركيب الصور للحصول على صور وعبارات معبرة عن المحافظة على البيئة" .
وتضيف الهرمودي تضم القاعة الفرعية مكتبة تزخر بالكتب والدوريات والإصدارات والقصص البيئية المتنوعة ومزودة بأجهزة كمبيوتر محمولة يستطيع الجمهور من خلالها الدخول إلى مواقع بيئية مزودة بمعلومات في مختلف المواضيع التي تخص البيئة .