أبوظبي – صوت الإمارات
سلمت الإمارات رسمًيا مساهماتها المستهدفة على المستوى الوطني في موضوع تغير المناخ إلى الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ UNFCCC. تنفيذًا لتوجيهات رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في إطار النهج الثابت الذي تتبعه دولة الإمارات في التعاون الإيجابي مع المجتمع الدولي من أجل التصدي لمختلف التحديات.
وأقر مجلس الوزراء المساهمات المستهدفة في جلسته التي عقدت الأحد الماضي، والتي تشمل الإجراءات والتدابير والخطط التي تعتزم الدولة تنفيذها للحد من تداعيات ظاهرة تغير المناخ والتصدي لآثارها.
وتوضح هذه المساهمات أن دولة الإمارات قد وضعت في قلب استراتيجيتها وأولوياتها مسألة اعتماد منهجية التنوع الاقتصادي والتزامها بتحقيق التنمية المستدامة التي تعتمد على تسخير المعرفة والابتكار والنمو الأخضر المستدام لضمان تحقيق الازدهار الاقتصادي والحفاظ على البيئة.
وتشمل المساهمات المقدمة تحديد هدف إنتاج نسبة / 24 / في المائة من الطاقة الكهربائية عن طريق مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2021 وهو الأمر الذي من شأنه تعزيز جهود الدولة للحد من تداعيات تغير المناخ.
وأكد وزير دولة والمبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر، بهذه المناسبة "بفضل الرؤية السديدة للقيادة في دولة الإمارات انطلق العمل وفق مسارات طموحة لتسريع إنشاء القطاعات القائمة على المعرفة وتعزيز القدرة على تحقيق معدلات النمو المنشودة ودفع عجلة التنمية والازدهار وبناء إقتصاد متين يواكب القرن الحادي والعشرين ونحن في دولة الإمارات نؤمن بأن الإجراءات والتدابير والمبادرات المتعلقة بالحد من تداعيات تغير المناخ يمكنها أن تخلق فرصًا اقتصادية واعدة والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، فضلاً عن دورها في الحفاظ على البيئة".
وتستمر دولة الإمارات في تنفيذ مجموعة من الإجراءات والمبادرات العملية التي تسهم في الحد من تداعيات تغير المناخ كما يجري العمل على تنويع مصادر الطاقة عبر خلق مزيج متوازن يضم كلاً من المصادر الهيدروكربونية والمتجددة.
وشملت هذه الإجراءات الاستثمار في مشاريع عديدة للطاقة المتجددة بما فيها إنشاء محطة "شمس1" وهي الأولى من نوعها للطاقة الشمسية المركزة في منطقة الشرق الأوسط والتي توفر إمدادات الطاقة النظيفة إلى شبكة الكهرباء الوطنية.
ويجري العمل على إنشاء مجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي بطاقة / 1 جيجاواط / علاوة على اعتماد معايير كفاءة الطاقة وإنشاء وتمويل مراكز بحثية مرموقة وعالمية المستوى وتطوير تقنيات متقدمة مثل تقنية التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون واستخدامه وحجزه.
وتسهم "مصدر" مبادرة أبوظبي للطاقة المتجددة في دور دولة الإمارات الريادي في مجال الطاقة النظيفة من خلال إرساء دعائم قطاع يضم مزيجًا متنوعًا من مصادر الطاقة محليًا ودوليًا.
وتعد "مصدر" المطور الأكبر لمشاريع وحلول الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط حيث تتبع نموذجًا متكاملًا لتحقيق الاستدامة يتيح لها مواكبة متغيرات قطاع الطاقة من خلال تغطية كافة مراحل وجوانب سلسلة القيمة لقطاع الطاقة المتجددة والتي تشمل التعليم والبحث والتطوير في معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا وتطوير وتنفيذ مشاريع وحلول الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة وتطوير المدن المستدامة وتحفيز الابتكار والاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة.
يذكر أن الوكالة الدولة للطاقة المتجددة "آيرينا" هي أول منظمة دولية تتخذ مقرًا لها في منطقة الشرق الأوسط في مدينة مصدر لتسهم بذلك في ترسيخ مكانة الدولة الرائدة .
وفي إطار الاستعدادات لانعقاد المؤتمر الحادي والعشرين للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP21» المزمع إقامته في باريس في كانون الأول/ ديسمبر 2015 وافقت حكومات العالم على تقديم مساهماتها المستهدفة على المستوى الوطني والتي تحدد تفاصيل الإجراءات التي تعتزم تنفيذها لخفض مستوى انبعاثات غازات الدفيئة والتكيف مع تداعيات تغير المناخ.
وتهدف هذه المساهمات إلى قياس مستوى الطموح العالمي نحو تحقيق هدف الاتفاقية الإطارية للحد من انبعاثات الكربون وبالتالي تجنب الارتفاع المضطرد لدرجات الحرارة من جراء ظاهرة الاحتباس الحراري.
ومن المتوقع أن يلتقي الزعماء والقادة من / 193 / دولة خلال مؤتمر الأطراف الحادي والعشرين «COP21» بهدف التوصل إلى اتفاق دولي جديد يشكل إطارًا عالميًا للجهود الهادفة للحد من تداعيات تغير المناخ. وسيكون الاتفاق المنشود حصيلة جهود ومفاوضات مستمرة منذ عام 2011.
وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر على ضرورة التعاون وتضافر الجهود لتحقيق النجاح في تحويل الطموحات السياسية إلى إجراءات عملية تتصدى لتداعيات تغير المناخ، موضحًا أنه يمكن لكل دولة أن تغتنم الفرص المتاحة وتستفيد من العوائد والمنافع الاقتصادية والاجتماعية الإيجابية الناجمة عن الإجراءات والبرامج المتعلقة بالمناخ والمساهمة في الانتقال نحو اقتصاد عالمي مستدام.
وتمت صياغـــة المساهمات المستهدفة على المستوى الوطني بالتنسيق مــع دول مجـــلس التــــعاون الخليـــجي وبما يدعم مفهوم التـــنويع الاقتصادي في دول المجلس ويأخذ في الاعتبار حماية مصـــالح الـــدولة وعدم السماح بالمساس بمـــصادر الاقتصاد الرئيسية مع ضمان الاســــتفادة مــن أي آليات أو مؤسسات جديدة بهدف تسهيل نــــقل التـــكنولوجيا وبناء القدرات.