أشجار سدر وغاف وسمر تتحول إلى حطب للنيران

تسللت أيديهم المحملة بمناشير الخشب، لنحر الأشجار بشكل جائر من مواقع ومدن مختلفة في الدولة، وبيعها حطباً للمارة، مجتثين بذلك رئة البيئة، بهدف جمع الدراهم، من دون إدراك منهم بفظاعة الفعل الذي يقومون به، حيث يتخذ بعض الآسيويين الشوارع المؤدية إلى الطرق الخارجية والمطلة على المناطق الرملية المكشوفة التي تجتذب الأهالي، مواقع لمركبات النقل المحملة بكميات كبيرة من جذوع وسيقان أشجار السدر والغاف والسمر المقطعة، لتلتهمها النيران وتحولها إلى رماد .

 وبالرغم من محاصرة الجهات المعنية لهذه الفئة التي تعيش على هامش سوق العمل، إلا أن أصحاب سيارات النقل المعبأة بالحطب باتوا على علم بمواعيد وجود الأفراد الذين يمتلكون صلاحية إصدار المخالفات لهم باعتبارهم باعة متجولين، وهو ما يشير إلى ضرورة إعادة جدولة مواعيد زيارة تلك المواقع، وعدم حصرها بمواقيت محددة، حيث أكد عدد من الباعة الموجودين بسياراتهم في منطقة ناهل على أرصفة الشوارع القريبة من المناطق الرملية المكشوفة، أن مواعيد وجودهم تبدأ من الساعة التاسعة مساء وحتى منتصف الليل، تجنباً لتحرير مخالفة مالية بحقهم تصل إلى ألف درهم .

 وأشار أحدهم إلى الخدمات التي من الممكن تقديمها خلال فترة النهار والمتمثلة بتوزيع أرقام هواتفهم على الزبائن من هواة التخييم، لتوصيل الحطب إلى مواقعهم، لعدم تمكنهم من البيع العلني للأشجار المحولة إلى حطب خلال النهار . وعن مواقع الاجتثاث قالوا إنهم يقومون بجمعها من المناطق الصحراوية الموجودة بمختلف مناطق الدولة، ومنها رأس الخيمة ومنطقة ليوا، وبيعها بمقابل مادي يتراوح ما بين 20 - 25 درهماً فقط . والغريب في الأمر أن هذه النوعية من السلوكات التي تعد مجحفة بحق البيئة، لا تقتصر على الفئات الباحثة عن مصدر للرزق، إذ إن بعضهم يقوم بقطع الأشجار بشكل جائر، مستخدمين مناشير للخشب بهدف تحويلها إلى حطب يستخدمونه في رحلاتهم البرية، وهو ما يشير إلى ضرورة توعية مختلف أفراد المجتمع بأهمية المحافظة على الأشجار في بيئتها الطبيعية، والتعريف بالأضرار الناجمة عن القطع الجائر للأشجار، وأهميتها بالنسبة للبيئة ومختلف الكائنات الحية، وحثهم على شراء الحطب من المواقع التي تبيع المستورد منه، وأيضاً تجريم فعل القطع الجائر للأشجار وعدم قصره وحصره على المخالفة المادية فقط .
من جانبه حذر المستشار البيئي لجمعية أصدقاء البيئة الدكتور عماد سعد من الأضرار الناجمة عن استمرار قطع الأشجار، خاصة أنها تعد ثروة وطنية ورئة للأرض، مؤكداً أن اجتثاث الأشجار والقطع الجائر لها يعتبر جريمة في حق المجتمع والبيئة لا بد من التصدي لها، من خلال تفعيل القوانين الرادعة من قبل الجهات المختصة، وتغليظ العقوبات ضد الأشخاص الذين يتم ضبطهم خلال عملية قطع أو بيع جذوع الأشجار المقطوعة بشكل جائر .
وأوضح إن من يقوم بقطع الأشجار لا يدرك أهميتها بالنسبة للبيئة التي تعيش فيها الكائنات الحية، وغير ملم بالمخاطر والأضرار الناجمة عن اجتثاثها، مشيراً إلى واحدة من الدراسات التي أجراها أحد الباحثين والتي أوضحت أن الخدمات التي تقدمها الشجرة للبيئة والإنسان تعادل قيمتها المادية 200 ألف دولار سنوياً .
وأشار إلى أن الشرائع السماوية تحث على زرع الشجر وعدم قطعه، وهو ما يؤكد أهمية الأشجار بالنسبة للبيئة والكائنات الحية التي تعيش فيها .