لندن ـ ماريا طبراني
اعتلت هيلاري كلينتون المنصة في جزيرة روزفلت أول أمس السبت، سعيا وراء الإجابة عن سؤال رئيسي واحد، لماذا يجب أن ينتخبها الناخبون الأميركيون رئيسة لهم، وذلك بعد مرور شهرين على الحملة الانتخابية الهادئة.
وصورت كلينتون نفسها أمام الآلاف من أنصارها الذين تحدوا حرارة الصيف القائظ، كمقاتلة وبطلة القضايا التقدمية، لأنها وضعت الموضوعات التي ستجسد محاولتها الثانية للوصول إلى البيت الأبيض.
وركزت المرشحة الديمقراطية للرئاسة في شرح بنود أجندتها الخاصة بتكافؤ الفرص والحقوق المدنية لجميع الأميركيين، على الرغم من المكاسب التي تحققت في عهد باراك أوباما منذ عام 2008، وعلى الرغم من أنها أشادت بأن سلفها انتشل البلاد من أسوأ ركود منذ الكساد العظيم، أقرت كلينتون بالصراعات التي لا يزال يواجهها العديد من الأميركيين.
وخاطبت كلينتون الحضور بتأكيدها أنه "حان الوقت لتأمين المكاسب والمضي قدما"، مضيفة أنها ترشحت للرئاسة لجعل الاقتصاد مفيد لـ "كل أميركي – الناجح والكادح"، وأكدت أن ذلك "صفقة أميركا الأساسية، فإذا قمت بدورك، يجب عليك أن تكون قادرا على المضي قدما، وعندما يقوم الجميع بدورهم، تتقدم أميركا أيضا".
وكشفت كلينتون عن أجندتها التقدمية، والتي تشمل قائمة من القضايا التي تعهدت بوضع مقترحات محددة لها في الأسابيع المقبلة، ومن بين القضايا التي ذكرتها كانت "عبء الديون الثقيل" وترك الأسرة، والمساواة في الأجور، وتحسين البنية التحتية، والقدرة على تحمل تكاليف الكلية، ورفع الحد الأدنى للأجور، وإصلاح "وول ستريت" ومكافحة تغير المناخ.
واستخدمت لأول مرة كلمات الحملة الرسمية لإطلاق الخطاب الأكثر عدوانية حتى الآن ضد الحزب الجمهوري، بعد أن أمضت المراحل الأولى من حملتها في هدوء مع الأميركيين في ولايات التصويت المبكر، وذهبت لتهاجم سجل منافسيها الجمهوريين حول حقوق الهجرة، وصحة المرأة والمثليين.
وأشارت وسط ابتهاج وتصفيق الحضور إلى أنه "ربما لا أكون اصغر المرشحين المتنافسين سنا، ولكنني سأكون اصغر امرأة تتولى الرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة"، في محاولة للحصول على واقعية أكثر، تطرقت كلينتون إلى استخدام تأثير والدتها، دوروثي رودهام، التي الذي وافتها المنية عام 2011، واضطرت إلى العمل كخادمة وهي في الـ14 من العمر، مؤكدة للناخبين أنها تفهم بشكل مباشر مشاكلهم،
ووظفت كلينتون قصة والدتها لتسليط الضوء على صمودها من خلال الشدائد. مؤكدة "أمي علمتني أن كل شخص يحتاج لفرصة لكي يصبح بطلا"، ووعدت بالمحافظة على قيادة أميركا للعالم، ومواجهة تحديات روسيا وكوريا الشمالية وإيران ومواجهة هجمات المعلوماتية وتهديدات تنظيم "داعش" المتطرف في سورية والعراق .
وشهدت كلمات كلينتون تقبلا كبيرا من جانب الحشد المتواجد، وبدأت مجموعة متنوعة من الأنصار يصطفون قبل ساعات من خطابها، وكان العديد من الناخبين الأصغر سنا يشيدون بكلينتون بشان القضايا الاجتماعية وبدوا متحمسين حول احتمالية أول امرأة تتولى الرئاسة.