جامعة هارفرد كيندي

استضاف "مجلس النساء القياديات" التابع لجامعة هارفرد كيندي في ولاية ماساشوستس الأميركية المندوبة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة السفيرة لانا نسيبة في الاجتماع الربيعي الذي أقامه أمس الأول الجمعة.

وألقت السفيرة نسيبة كلمة في الجلسة الختامية للفعالية سلطت فيها الضوء على الأوضاع في الشرق الأوسط من منظار الإمارات والأمم المتحدة، كما تطرقت في بداية الكلمة إلى أوجه الشبه بين الإمارات والولايات المتحدة أعلنت إن " الإمارات بلد قائم على المبادئ الأساسية المتعلقة بالانفتاح والاعتدال التي تحتضن أناسا يحملون أكثر من 200 جنسية مختلفة ومن كافة الأديان يتعايشون معا بسلام".

 وعن أهمية تمكين النساء في النموذج الإماراتي للتنمية، أكدت السفيرة "الدور المهم الذي تلعبه القيادات الوطنية في الإمارات، التي أرست مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية والمساواة في الفرص في الدستور وكفلتها لجميع المواطنين".
وعزت السفيرة أسباب نجاح الاستراتيجية التي تبنتها القيادة في الإمارات بشأن تمكين النساء إلى ما قدمته من فرص في مجال التعليم، موضحة " إن الأرقام الكبيرة والاستثنائية لعدد الخريجات الجامعيات كان لها أثر إيجابي كبير على استقرار اقتصادنا وأمننا وفي بناء الاقتصاد المعرفي الذي خططنا لتنفيذه".

ونوهت السفيرة بأن الإمارات شرعت في عام 2012 قانونا يقضي بتعيين النساء كعضوات في المجالس الإدارية العليا للشركات الخاصة والمؤسسات الحكومية كجزء من إيمانها بأن تمثيل النساء في المجالس الإدارية العليا يضمن أن يكن جزءا أساسيا من نموذج التنمية وبناء الدولة وعملية صنع القرار.

واغتنمت السفيرة الفرصة للحديث عن الأوضاع في الشرق الأوسط والتحديات التي نتجت عن الصراعات التي تشهدها المنطقة، والتي تسببت في نزوح ما يقارب من 14 مليون شخص في العراق وسوريا، أي أكثر من ربع عدد النازحين على صعيد العالم حسبما أوضحت.

وأشارت إلى أن الأزمات الإنسانية التي برزت تمثل تحديا للمجتمع الدولي فيما يخص قدرته على تقديم الخدمات الرئيسية بشكل فعال أو توفير الأمن أو الحماية لمن يحتاج إليها، مما دفع باللاجئين لاتخاذ إجراءات يائسة وخطيرة لضمان قوت حياتهم بما في ذلك دفع أطفالهم للعمل أو تزويج الفتيات القاصرات، مما تسبب في تعريضهم بشكل أكبر لتجارة وتهريب البشر والاستغلال.

ولفتت السفيرة إلى أن الجماعات المتطرفة تستغل مسألة توقف عملية السلام في الشرق الأوسط لتنفيذ أجندتها، مضيفة إن دولة الإمارات ترى أنه لا بديل عن مبادرة السلام العربية التي طرحها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله، التي يجب عدم تجاوزها. واعلنت " نحن نؤمن بأنها مبادرة ذات رؤية وتظل تقدم حلاً شاملا وفاعلا في تحقيق السلام والعدالة". وبخصوص أولويات الإمارات على الصعيد الدولي، قالت نسيبة: إنها تتركز على اجتياز التحديات العالمية المشتركة مثل تمكين النساء، وتقديم الدعم للدول ذات الدخل المنخفض لتطوير اقتصادها المستدام، وتقديم الدعم الإنساني والإغاثة، ومكافحة التطرف، وإيجاد الحلول السياسية لعدد من الصراعات التي تواجهنا اليوم.

وعن تجربتها في العمل في محفل الأمم المتحدة التي تمتد لعامين تقريباً، قالت نسيبة، إنها تنظر إلى الأمم المتحدة كـ "منظمة ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها"، مضيفة إنه مضى "70 عاما على تأسيسها ولا تزال تواصل قدما اجتياز التحديات وتولى مهاما لا يمكن- ولن ترغب ربما- أية مؤسسة في أخذها على عاتقها".

 وأشادت السفيرة بما قدمته الأمم المتحدة في مجال التصدي لانتشار مرض الأيبولا والزلزال الذي ضرب نيبال وما تسعى للتوصل له من اتفاق بشأن أهداف التنمية المستدامة.

وفي سؤال وجه لها في ختام كلمتها حول التحديات التي لا تزال تعترض طريق النساء في الإمارات، أعلنت نسيبة " نحن في مكانة محمودة، وعلى المستويين العالمي والإقليمي بفضل الدعم غير المحدود الذي تقدمه القيادة الرشيدة للدولة، ورئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الشيخة فاطمة بنت مبارك  في بلدنا للمرأة للوصول لأعلى المستويات وفي كل القطاعات.. إن التحدي الوحيد الذي يواجه النساء هو أن يغتنمن الفرص المتاحة لأقصى المستويات، وأن يعملن على تحقيق أعلى درجات التفوق".