مخيم للاجئين الأفارقة


نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريرا بالصور داخل مخيم للاجئين الأفارقة والأفغان في مدينة كاليه الفرنسية، الذين يعانون من ظروف إنسانية متدهورة داخل المخيم، مع غياب رعاية السلطات الفرنسية أو الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة.

ونظمت 50 امرأة من نساء المخيم، جئن من إثيوبيا، إريتريا، السودان، ليبيا، الصومال وأفغانستان، وقفة احتجاجية للتعبير عن استيائهن من تردي الأوضاع التي لا تصلح للحياة، فيعيش حوالي 4000 طالب لجوء في رقعة ضيقة للغاية داخل الغابات، وكانت لافتاتهن تحتوي على عبارات مثل "الغابة ليست لنا، الغابة للحيوانات"، "نحن أطباء وعلماء" وغيرها من العبارات التي تعبر عن غضبهن.

ومكثت إحدى اللاجئات، بيبي (27 عاما)، في المخيم ثلاثة أشهر بعد أن أجبرت على الرحيل من إريتريا بسبب انتقادها للحكومة وتهديدها بالسجن، وذكرت بيبي أن ست نساء ينمن في خيمة ضيقة للغاية، ويعانين من الخوف من الاغتصاب في الظلام من الرجال المخمورين، كما تحدثت عن محاولاتهن المريرة للعبور إلى بريطانيا، متسائلة "أين حقوق الإنسان؟ الفرنسيون يعاملوننا كالحيوانات".

وكنّ هؤلاء النسوة ذوات شأن في بلادهن، وكن يشغلن مناصب مهمة ولديهن أسر، ودفعن آلاف الدولارات للمهربين كي يكتشفن أنهن مرفوضات من الجميع.

مئات من الخيم تضم آلافًا البشر ويتم تزوديهن بالطعام والأغطية من قبل الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية، ولكن لغياب النظافة فإن رائحة المخيم لا تحتمل، نتيجة لإهمال السلطات الفرنسية التي أعلنت رغبتها في تحويله إلى مخيم إنساني للاجئين بتكلفة 3.6 مليون جنيه إسترليني بدعم من الاتحاد الأوروبي.

وتحدثت امرأة أخرى تدعى ريتا بإنجليزية غير متقنة، عن أخيها وأبيها اللذين اختفيا في ظروف غامضة في وطنهم إريتريا، وعلى الرغم من تأكيد السلطات أنهما قتلا، إلا أنها لم تصدق ذلك لعدم ظهور جثتيهما حتى الآن، وهذا ما جعلها تترك أمها وتدفع 1000 دولار من أجل الهروب على متن قارب متجه إلى السودان، ثم إلى ليبيا ومنها إلى فرنسا، وتأمل أن تنتقل إلى بريطانيا لظنها أن البريطانيين غير عنصريين على عكس معظم الأوروبيين.

وتتحدث النساء عن الرجال المخمورين الذين يهددهن بالسكاكين والأسلحة الحادة عقب شربهم الكحول، وما من سبيل لحمايتهن من القتل أو الاغتصاب، لذا ينمن بأعداد كبيرة في الخيام لحماية بعضهن البعض، فقبل ثلاث ليال فقط، إحداهن طعنت بالسكين 8 مرات في صدرها حتى ماتت ، وعلى الرغم من مرور دورية الشرطة خارج المخيم في ذلك الوقت إلا أنهم لم يجرؤا على الدخول وإنقاذ تلك الفتاة، وبعضهن يلجأن للدعارة لتأمين المال اللازم للمعيشة.

وفي حال رفض السلطات البريطانية طلبات اللجوء، تأمل تلك النساء أن يتم ترحيلهن إلى بلادهن وذلك لعدم قدرتهن على تحمل تكاليف العودة.