الأمهات السوريّات الضحايا

تحمّل المرأة في بلدان اللجوء، عبء إعالة الأسرة، بسبب فقدان الزوج أو الأبن، أو بقائه داخل سورية، ما يدفعها إلى العمل في مهن قاسية وظروف لا تليق بإنسانيتها، إضافة إلى تعرضها للتحرّش والاستغلال أو تدمير منزلها. وعانت نساء كثيرات من القتل والاغتصاب، والخطف والتعذيب، بذريعة تطبيق الدين تارة والعرف والعادات تارة أخرى، وهو ما زاد من انتهاك كرامتها وأنوثتها وحقوقها التي يسعى الكثيرون لإلغائها.

وتنذر الأرقام التر تعبّر عن ذلك كارثة اجتماعية في المستقبل القريب، وقدرت مؤسسات حقوق الإنسان عدد الأرامل السوريات بنحو عشرات الآلاف، تزامنًا مع ارتفاع نسبة اليتم والكثير من القضايا التي ستولد ظواهر وأمراضًا اجتماعية خطيرة كارتفاع نسبة عنوسة الفتيات بفعل الموت اليومي للرجال، وتدهور الحالة الاقتصادية للشباب، الأمر الذي كان له أثر كبير في ازدياد حالات الهجر والطلاق.

وبلغت حصيلة الأمهات السوريّات الضحايا، أكثر من خمسة آلاف أمّ، ويعشن أخريات آلامًا مختلفة، منها فقدان الزوج والأبناء والتهجير والاعتداء والسجن. ووصل عدد الضحايا من الأمهات 5280 أمًا، وهناك ما لا يقل عن 68 ألف أم تحوّلت إلى أرملة، بسبب مقتل أو فقدان زوجها، وأضافت أنه قتل في سورية ما لا يقل عن 18572 طفلًا.

وأعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في بيان صدر عنها، الأحد، أن مجموع الولادات في بلدان الطوق فقط، بلغ ما لا يقل عن 85 ألف حالة ولادة، حيث يُعاني أغلب الأطفال من مشكلة الحرمان من الجنسية. وتتناقل وسائل التواصل الاجتماعي مشهد ابن الثلاثة أعوام، وهو يسحب والدته المتوفية تحت الأنقاض، ويخاطبها قائلًا " ماما مشان الله قومي معي .. لا تنامي هون".