لندن - كاتيا حداد
تغلبت عزيمة طفلة مقاتلة على إعاقتها، بعد خسارتها جميع أطرافها بسبب التهاب السحايا، وبفضل التكنولوجيا الفائقة استطاعت المشي من جديد.
أصيبت الطفلة البريطانية الشجاعة هرموني روز ألين بمرض قاتل في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، عندما كان عمرها تسعة أشهر، بعد عشرة أيام فقط بعد من خطوها أول خطواتها المتعثرة.
وأخبر الأطباء والديها فريا هول وروس ألين أنها مصابة بواحدة من أسوأ الفيروسات التي رأوها، وأعطوها فرصة 10% للبقاء على قيد الحياة، وتفوقت هرموني على كل الاحتمالات التي توقعت وفاتها، لكنها خسرت كلا من ساقيها وذراعيها وطرف أنفها في هذه العملية.
وتبلغ هرموني الآن عامين من العمر، وتتعلم التكيف على طريقة جديدة للحياة، الكرسي المتحرك الجديد الذي يأمل والديها أن يساعدها على المشي.
ونشرت والدتها على حسابها الشخصي على "فيسبوك" أنها شعرت بالخوف على ابنتها عندما اقترح الأطباء إطار العلاج الطبيعي لهرموني روز، ولكن الصغيرة أثبتت شجاعتها وتحدت إعاقتها.
وأكدت والدتها "عندما اقترح علينا الأطباء العلاج الطبيعي، لم يكن لدينا فكرة عما سيكون عليه، أو ما إذا كانت هرموني ستتقبله أم لا، ولكن بعد البدء في تدريبها على استخدام الكرسي استطاعت التحرك باستخدام ذراعيها"، وتحدثت الأم عن فرحتهما برؤية ابنتهما، ليس فقط حية، وإنما تتحرك أيضا بعد فقدان الأمل في أن تعيش.
ونقلت هرموني روز إلى المستشفى يوم 28 أيلول/سبتمبر من العام الماضي، قبل أسابيع قليلة من عيد ميلادها، وتم وضعها على جهاز تنفس صناعي إزالة كافة أطرافها قبل في وقت لاحق.
واستمرت في تحدي الصعاب بدعم من عائلتها ومجتمعها المحلي طوال الـ 12 شهرا الماضية، حيث جمع سكان مقاطعتها مساعدات لعلاجها وشراء معدات الطفلة الخاصة، وعلى الرغم من المحنة المروعة التي واجهتها هي وطفل إلا أن الابتسامة لا تفارق وجهها.
وتذكرت الأم لحظة إبلاغها أن طفلتها لديها فرصة ضئيلة جدا للحياة تقدر بـ10% فقط: "أنا لا أعرف ماذا سأفعل بدونها".
ولاحظ الزوجان في البداية أن هناك شيء خاطئ مع هارموني روز في أيلول/سبتمبر، عندما استيقظت في الليل تسعل وغير قادرة على التنفس، فأخذاها إلى المستشفى الملكي المتحد، ولكن الأطباء لم يجدوا شيء جاد يدعو لبقائها في المستشفى وأرسلوها إلى البيت على الفور.
ولكن في صباح اليوم التالي هرموني روز تحول لونها للأزرق، فأخذها والداها مرة أخرى إلى نفس المستشفى، وبعد الكشف قيل لهما أنها مصابة بمجرد فيروس وأرسلوها مرة أخرى للمنزل. ولكن بعد ساعات أصبحت خاملة وراحت في سبات عميق، واندفعوا إلى المستشفى، حيث شوهد طفح جلدي عليها.
في غضون أربع ساعات، غطى جسد الطفلة الصغير طفح جلدي أرجواني، مما أثار قلق الوالدين والأطباء والممرضين، حيث نقلوها إلى العناية المركزة للبالغين في حالة إغماء كاملة، وقال الأطباء أنها سوف تخسر طرف أنفها، هذا إذا ما بقيت على قيد الحياة.
وخضعت هرموني روز لأكثر من 10 عمليات، وهي الآن في مأمن من الخطر، لكن والدتها تقول أنها لا تزال تواجه عددا من التحديات في طريقها للشفاء.
وأطلق جيران هرموني حملة لجمع التبرعات عبر الانترنت لإنقاذ حياة الطفلة، وقد تفاعل العديد من الأشخاص حول العالم لحملة "الأمل من أجل هرموني Hope4Harmonie" حتى وصل عائد الحملة إلى 138,830.64 جنيه إسترليني، فيما كان يأمل والداها في جمع 250 ألف جنيه إسترليني فقط.