دبي ـ جمال أبو سمرا
كشف تقرير أمني أعدته شرطة الشارقة عن تورط أثرياء وسيدات أعمال ومشاهير في سرقات تافهة من محال تجارية بدوافع مرضية.
وأكد مدير إدارة مراكز الشرطة الشاملة في القيادة العامة لشرطة الشارقة، العقيد الدكتور خليفة كلندر عبدالله، تزايد جرائم السرقات البسيطة التي ترتكبها نساء من محال تجارية مقارنة بالجرائم من النوع ذاته، التي يرتكبها الرجال، مشيرًا إلى أن "هذه الجرائم غالبًا ما تكون وليدة اللحظة وليست منظمة أو مخططًا لها مسبقا، وتتزايد بصورة خاصة خلال مواسم التنزيلات".
وأوضح أن هذه الجرائم عادة ما يتم رصدها بواسطة كاميرات المراقبة المثبتة في المراكز والمحال التجارية، وفي حال تبين وقوع سرقة فإن أجهزة الشرطة تستوفي الإجراءات القانونية وتتولى تفتيش المشتبه فيه وتحويله إلى مكتب الأمن المتواجد في المحل، حيث يمكن أن تحل معظم هذه القضايا وديًا بسبب تفاهة المسروقات من ناحية، ومن ناحية أخرى بسبب المبررات التي يسوقها مرتكب السرقة والتي يقتنع بها الشاكي، حيث ينتهي الأمر بأخذ تعهد مكتوب على مرتكب أو مرتكبة الجريمة بعدم تكرار ما حدث.
وجاء ذلك ضمن تقرير حول ظاهرة ما يعرف بالسرقة بدوافع مرضية، التي يرتكبها أشخاص من مختلف الطبقات الاجتماعية بمن في ذلك بعض الأثرياء والمشاهير والشخصيات المرموقة ونساء المجتمع، نشرته مجلة (الشرطي) التي تصدر عن القيادة العامة لشرطة الشارقة الأسبوع الجاري.
واستعرض التقرير حالات من جرائم السرقة المرضية التي ارتكبها أشخاص من بينهم مليونير تورط في سرقة هاتف لا يتعدى ثمنه 200 درهم من إحدى الفتيات، وعند استدعائه من قبل الشرطة حضر بسيارة يبلغ ثمنها نصف مليون درهم، وسيدة أعمال معروفة تورطت في سرقة لفافة خبز أسمر من أحد المتاجر، وعند مواجهتها ادعت أنها لم تكن في وعيها عندما قامت بهذا الفعل.
وكشف أن تطور هذه الحالة المرضية لدى بعض الأشخاص قد يستدعي خضوعهم للعلاج بالصدمة الكهربائية والعلاج الكيميائي، وفق الأخصائيين النفسيين، إذ فسروا هذه الحالة بالظاهرة المرضية أو "السرقة المرضية"، وهي عبارة عن اضطراب نفسي يتمثل في حدوث نزوة جامحة للسرقة لا تهدف للربح المادي ولا تنبع من عوز أو حاجة.
ومن واقع الدراسات والبحوث لا توجد أسباب محددة لنشوء هذا المرض، ولكن هناك إجماع على أن الدافع للسرقة قد يكون حالة قلق أو توتر يشعر به المريض، وبعد قيامه بالسرقة يشعر بالارتياح.
والمريض قد يكون تعرض في حياته للحرمان أو الهجر أو البعد العاطفي في طفولته أو شبابه، فتكون هذه السرقة منفذًا لاكتئابه أو قلقه أو حرمانه، كما توجد هناك تغييرات في الدماغ مثل انخفاض الناقل العصبي السيروتين الذي يسمى هرمون السعادة.
واستعرض التقرير آراء عدد من المحامين الذين كشفوا عن وجود قضايا معروضة أمام المحاكم حول هذا النوع من جرائم السرقة التي تورط فيها فنانون وشخصيات مرموقة، حيث يترافع عنهم هؤلاء المحامون.