لندن ـ ماريا طبراني
زارت زوجة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، سامنثا، معقل حزب "الاستقلال" البريطاني، المناهض لحزب "المحافظين" الذي ينتمي إليه زوجها، في خطوة وصفها البعض بالاستفزازية، لاسيما أنَّ هذا ظهورها المنفرد الأول في حملة الانتخابات البرلمانية التي انطلقت منذ ثلاثة أيام، قبل التصويت المقرر في السابع من أيار/ مايو المقبل.
وانطلقت الاثنين حملة الانتخابات التشريعية البريطانية التي تتنافس فيها بشدة كل الكوادر السياسية البريطانية من "المحافظين" و"العمال"، وتكشف هذه الزيارة عن نوايا حزب "المحافظين" الذي ينتمي إليه كاميرون، الراغبة في انتزاع مقاعد البرلمان من حزب "الاستقلال" المناهض له.
وتفقدت سامانثا، مدرسة "أبي كورت" الخاصة في رينهام، ضمن دائرة "روشستر أند سترود" الانتخابية شمال كينت، والتي يمثلها من حزب "الاستقلال" مارك ريكليس، بعد أن انشق عن "المحافظين" العام الماضي، وتتنافس عليها هذا العام مرشحة "المحافظين" كيلي تولهارست.
وحرصت سامانثا من خلال زيارتها على تقديم الدعم الكافي لـ"كيلي" التي تراها مرشحة محلية كبيرة، ويأمل كاميرون من خلال زيارة زوجته في جذب أصوات الناخبين في مدينة كينت، والتي تعد ساحة المعركة الحاسمة بالنسبة إلى الانتخابات البرلمانية.
وأعربت سامانثا عن سعادتها؛ لأنَّ الواجبات التي تنفذها في الحملة الانتخابية، لم تمتد إلى المشاركة في المناظرات التلفزيونية الانتخابية، وقالت مازحة "لا يبدو زوجي متوترًا للغاية ولكنني سعيدة لأنه هو الذي يجري هذه المناظرات وليس أنا".
واتفق كاميرون مع القنوات التلفزيونية البريطانية على المشاركة في مناظرة بين قادة سبعة أحزاب سياسية منها أحزاب "العمال" و"الديمقراطيين الأحرار" و"الاستقلال" و"الخضر" والأحزاب القومية في اسكتلندا وفي ويلز.
وانشق مارك ريكليس، عن "المحافظين" خلال الصيف الماضي، وتولى مقعده الجديد في حزب "الاستقلال" البريطاني، ما دفع كاميرون إلى مهاجمته بطريقة قاسية بسبب خيانته.
وصرَّح كاميرون حينها "طرق المتطوعون الملتزمون بالدفع من حزب الاستقلال الأبواب على ريكليس، وهم يحملون المظاريف المحشوة بالمال، لجذبه من مقعده في مجلس العموم البريطاني، وهذه هي الطريقة التي استجاب بها لهم".
وعلى الرغم من الهجوم الشرس الذي شنه المحافظون على ريكليس، استطاع أن يحقق مكاسب كبيرة لحزب "الاستقلال" في الانتخابات البرلمانية العام الماضي، الذي تمكن من انتزاع مقاعد "المحافظين"، والفوز بغالبية المقاعد التي بلغت 2920 مقعدًا.
ومن المتوقع أن تقدم سامانثا، سلسلة من المداخلات التلفزيونية السياسية الأكثر حدة، بعدما استغلت لقاءها مع شبكة "بي بي سي" الإخبارية البريطانية الشهر الماضي لدعم بقاء زوجها في منصب رئيس الوزراء.
وقالت "في رأيي هو بالتأكيد أفضل رجل لهذا المنصب، وأتمنى أن أقدم له أنا وأسرته الدعم الكافي حتى يستمر في نجاحه على الصعيد السياسي، والمحافظة على مكانته خلال الأسابيع الثمانية القبلة".