كمبالا ـ عادل سلامه
ماتت أرملة السيد عيدي أمين بعد معركة مع السرطان، حيث عاشت حياة مليئة بالغموض بعدما أدارت صالونًا لتصفيف الشعر شمال لندن لمدة 30 عاما، السيدة سارا كيولابا كانت آخر زوجات الزعيم الأوغندي الأسبق ممن تبقى على قيد الحياة، فارقت الحياة الأسبوع الماضي داخل مستشفي رويال فري اللندنية.
ووصلت صاحبة الـ59 عاما إلى بريطانيا منذ ما يزيد على ثلاثة عقود، بعد أن تبعت زوجها إلى المنفى في المملكة العربية السعودية، وعملت بعدها في صالون لتصفيف الشعر في توتنهام، وعملت السيدة سارا كراقصة للجيش الأوغندي إبان فترة حكم الزعيم عيدي أمين.
وتزوجت من الدكتاتور أمين في حفل ضخم أقيم في العاصمة الأوغندية كامبالا بلغت تكاليفه وقتها 2 مليون جنيه إسترليني بعدما اكتشفها أثناء تأديتها لإحدى وصلات الرقص، وكانت تبلغ من العمر حينها 19 عاما، ودائما ما كانت تقول بأنها كانت بمثابة زوجته المفضلة حيث كانت تلقب بالسيدة سارا كيولابا عيدي أمين.
ويذكر أن الرئيس أمين الذي تشير التقارير بأنه أنجب 43 طفلاً لاذ بالفرار إلى ليبيا ثم العراق، واستقر في النهاية في المملكة العربية السعودية بعدما تم إبعاده عام 1979 من أوغندا، حيث تم السماح له بالاستقرار في هذه البلاد شريطة أن يبقي بعيدا عن السياسة، فقد كان بطلاً في رياضة الملاكمة للوزن الثقيل وجندي في الجيش الاستعماري البريطاني بينما استولى على السلطة في أوغندا في الـ25 من كانون الثاني/يناير عام 1971، بعد الانقلاب على الرئيس ميلتون اوبوتي عندما كان خارج البلاد.
وتؤكد جمعيات حقوق الإنسان أن مئات الآلاف من الأشخاص قد قتلوا إبان حكم أمين لأوغندا خلال الفترة من عام 1971 وحتى 1979، فيما توفي عام 2003 علي إثر إصابته بفشل كلوي.
وتحدثت أرملته بعد وفاته، والتي عملت كعارضة للملابس الداخلية النسائية في ألمانيا قبل انتقالها إلى بريطانيا برفقة طفلها الثالث، عن الدكتاتور واصفة إياه بالبطل الإفريقي الحقيقي الذي كان شخصا عاديا، لطيفا ومرحا وليس وحشا كما كان يقال عنه، مضيفة بأنها تعلمت منه أشياء كثيرة مثل القيادة والثقة بالنفس.