تحولت أول امرأة بريطانية ملتحية إلى مصدر لإلهام الآخرين وحثهم على الثقة في النفس، وتعاني هارنام كور التي تنحدر من سلاو في بيركشاير، من متلازمة تكيس المبيض المتعدد، وبدأت تنمو اللحية الخفيفة على وجهها وعمرها 11 عامًا وسرعان ما انتشر الشعر الكثيف في صدرها وذراعيها.

وكشفت كور أنها وجهت هذه الرسالة الموجزة القصيرة لنفسها عندما كانت تتعرض للتخويف في المدرسة، والسخرية في الشارع وأرادت أن تنهي هذه السخافات إلى الأبد. وتعمل في الوقت الجاري مدرس مساعد.    

وتعكس في رسالتها مقدار المعاناة التي واجهتها ندما كانت طفلة بسبب المرض، مما جعلها تشعر بصعوبة أنها امرأة.
وكانت الرسالة القصيرة مفادها "أشعر أن روحك تعاني وأنكِ في حاجة إلى بعض التوجيه، حيث تبدين مرتعشة على مرأى من الناس، ومرتجفة من لمسة أي شخص غريب، وتسحبين جسدك الخالي من الحياة في كل مكان".

وعندما كانت في سن المراهقة المبكرة، كانت كور تخجل من لحيتها لدرجة أنها تزيلها بالشمع مرتين في الأسبوع وتحاول أيضًا تبييضها وحلاقتها. ووصفت مدى شعورها بالتعاسة بسبب مظهرها بالقول "كان من الأفضل أن تدركين قيمة نفسك، والمشاعر الجميلة التي كنتِ تشعرين بها داخل قلبك الجميل، فلديكِ قلب من ذهب، ويمكن قصتك أن تصبح مصدر إلهام للكثير من الناس في أحد الأيام، ألا تستطيعين رؤية ذلك وكيف تبدين مذهلة وجميلة؟".

وبيّنت كور أنها اعتادت على العيش تحت مظلة فتاة غير واثقة من نفسها ولم تدرك قيمة ذلك، وكلما ازدادت كثافة الشعر وانتشاره، ازداد وعيها بذاتها حيث رفضت مغادرة منزلها، وتطور معها الأمر حتى بدأت في إيذاء نفسها وفكرت في الانتحار.

وأشارت الى أنها تعلمت أن تحب نفسها وتلهم الآخرين، بالقول "أعدك أن العالم في يوم من الأيام سيقرأ قصتك، ومن الممكن أن تصبح مصدر إلهام لعدد كبير من الناس، خصوصًا حبك لذاتك وقوتك وقدرتك الذاتية"، كما توصي نفسها عندما كانت أصغر سناً باكتشاف القوة الداخلية لمواصلة عيش الحياة في فخر، حتى لو كانت تريد نهاية الأمور كلها وتكتم الحزن داخلها.

وقررت كور أن تتوقف عن إزالة الشعر، بعد أن اعتنقت الديانة السيخية وعمرها 16 عامًا، والتي تحرم إزالة شعر الجسم.

و تعمل حاليًا كناشطة تساعد الناس في تحسين احترام الذات وتعزيز الثقة لدى الآخرين، وتابعت في رسالتها "أنتِ في حاجة إلى التحدث بصوت أعلى، ورفع رأسك لأعلى، وأن تكوني محط انتباه وأن يدرك الناس أن لديكِ الصوت، وتحتاجين إلى اتخاذ خطوات واثقة، إلى جانب أنه يجب أن تشعرين باعتزازك بذاتك وبالجمال داخل جسمك، وتصف كور جسدها  بأنه النعمة التي تحمل قلبًا ثمينًا ورائعًا.

كما نصحت نفسها عندما كانت أصغر سنًا بالتركيز على تحقيق مستقبل مشرق، وأنها ستكبر لتصبح امرأة شابة رائعة تهز المعايير الاجتماعية العادية للجمال.