خالد عبدالواحد - صنعاء
يتزامن اليوم العالمي للمرأة مع جلوس العشرات من النساء اليمنيات أمام محطات الغاز، في انتظار تعبئة أسطواناتهن بينما تنتشر العشرات منهن في الأسواق والجبال بحثًا عن الكراتين والأحطاب لطهي الطعام،
ويأتي هذا وسط أزمة إنسانية تشهدها العاصمة اليمنية صنعاء شمال البلاد، وسط جرعات متتالية تفرضها جماعة الحوثيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وتتوزع معاناة المرأة اليمنية بين الحصول على الطعام والماء والغاز وغيرها.
وتقف العشرات من النساء أمام أحد مخابز حي مسيك وسط العاصمة يحملن صحون الخبز الذي، يتم عجنه في المنزل واخذه إلى المخبز ليتم انتاجه، بعد انعدام مادة الغاز من السوق منذ أيام عدة ، وبيعه في السوق السوداء بأسعار مرتفعة قد تصل إلى 10الف ريال للاسطوانة الوحدة عبوة 20لتر أي ما يعادل (25دولار)، بالإضافة إلى رحلة صباحية بحثًا عن الماء الصالح للشرب من خزانات فاعلي الخير في الأحياء السكنية.
ولا تتوقف المرأة اليمنية عن الجهاد من أجل الحصول على لقمة العيش ومساعدة زوجها في مسؤوليات المنزل ، فهي تقف مكانه في حال غيابه، في وقت يعتبر المجتمع اليمني المرأة جوهرة يجب صونها وعدم اشراكها في الأعمال المجهدة، وأنه يجب تقديم كل شيئ لها الى منزلها، الا أن الظروف التي تمر بها الاسرة اليمنية في الوقت الراهن أجبرت الكثير من النساء على العمل في مختلف المجالات .
واعطى المجتع اليمني المرأة جزءا من المسؤولية حيث تعتبر ربة البيت والمعلمة والدكتورة والاستاذة والوزيرة ،وجعل لها دور في كل مناحي الحياة.
وتتمسك بعض القبائل اليمنية المنعزلة بعاداتها القديمة المتوارثة باعتبار المرأة، إنسانة لا رأي لها ولا حرية حيث تعامل معاملة الجارية ، وتعمل في الحراثة والزراعة ونقل المياه ورعي الأغنام وغيرها من المهن، التي تجعل من المرأة سلعة للبيع والشراء والعمل.
يقول الناشط في حقوق الانسان محمد خالد، إن المرأة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، وهي العنصر الذي لا يستغنى عنه مضيفًا لـ"العرب اليوم" أن المرأة هي الام والأخت والزوجة ،
وأكد أن للمرأة دور كبير في بناء السلام و في توعية المجتمع بآثار الحرب واضرارها، مشيرًا إلى أن المرأة اليمنية تصمد صمود الجبال امام المعاناة والحرب المفروضة على الشعب اليمني.
(مقتل 600امرأة يمنية)
قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة الشرعية، الدكتورة ابتهاج الكمال،”أن الحرب التي تعيشها اليمن تسببت بمقتل أكثر من 675 امرأة وجرح 236 خلال العام الماضي ، واضافت أن أكثر من 4500 حالة عنف ضد المرأة في عدد من المحافظات، اليمنية مبينة أن في حدود 30 امرأة تعرضت لإعاقات دائمة بسبب الألغام التي زرعها أطراف الصراع في البلاد، وأكدت الكمال ، أن المرأة اليمنية تتعرض للقتل والعنف والاضطهاد والحرمان وهو ما يتطلب وقفة جادة من المنظمات الحقوقية الخاصة بالمرأة للنظر لما تتعرض له المرأة”، وأضافت الوزيرة اليمنية، أن ما يقارب 1.5 مليون إمرأة حامل محرومة من الخدمات الصحية في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إضافة إلى نصف مليون امرأة تعاني من الأمراض المستعصية، وأشارت إلى أن الحوثيين قاموا بإنشاء كتائب عسكرية نسائية تحت مسميات طائفية وجندت أكثر 350 امرأة واستخدمتها في العمليات العسكرية واقتحام منازل المناهضين لها، لافتاً أن ذلك يعد جرائم في القوانين الدولية والإنسانية الخاصة بالمرأة.
ورصدت منظمة رايتس رادار لحقوق الانسان أكثر من 20000 حالة انتهاك ارتكبتها مليشيا الحوثي ضد المرأة اليمنية خلال الثلاث السنوات الماضية، وتورزعت هذه الحالات ما بين حالات قتل وإصابة واعتداء جسدي وحالات عنف وغيرها من الانتهاكات.
وشهد العام 2015 عددًا كبيرًا لحالات الانتهاكات الجسيمة ضد المرأة في اليمن، حيث تم رصد نحو 105 حالة قتل للنساء بقذائف الحوثيين ونحو 248 حالة إصابة وذلك بالقصف العشوائي على الأحياء السكنية في محافظتي عدن جنوب وتعز جنوب غربي اليمن،كما تم رصد أكثر من 3230 حالة إصابة بحالات نفسية للنساء، منها حالات فقدان ذاكرة، و41 امرأة فقدت جنينها جراء القذائف المدفعية على الأحياء السكنية.
وأشارت تقارير حقوقية إلى تهجير نحو 9517 أسرة في محافظة تعز لوحدها، شكلت النساء نحو 60% من نسبة المهاجرين خلال الفترة من سبتمبر/أيلول 2015 وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2017.
وقالت الناشطة الحقوقية شفاء مهدي ان الحرب في اليمن ارهقت المرأة اليمنية، مضيفة ان المرأة تقف امام صعوبات شتى، واكدت ان الالاف منهن يعشن في تعاسة بسبب فقد ذويهن ، واشارت الى ان العشرات توجهن الى الاسواق للعمل او الشحاته للحصول على لقمة العيش الضرورية.
موضحة ان المرأة اليمنية حصلت على النصيب الاكبر من المعاناة بسبب الحرب التي تشهدها البلاد .
وتطمح العشرات من الفتيات في الحصول على التعليم والشراكة في العمل الحكومي والوصول الى سلطة الدولة، والعيش الكريم في بلد يشهد اسوء ازمة انسانية في العالم بالاضافة الإ أنه يكاد يكون قد ولى عن الوجود، وتأمل نساء اليمن في توقف الحرب وانتهاء المجازر والمذابح المتلاحقة بحق أبنائهن وازواجهن الذين اجبروا على الخوض في هذه الحرب ، مع كل الأطراف.