محكمة تاونت الابتدائية

 فاس-حميد بنعبد الله مثلت خادمة البيوت، غزلان المخلوفي، الاثنين، في حالة سراح مؤقت، أمام المحكمة الابتدائية في مدينة تاونات المغربية، لاتهامها بـ"إهانة موظف عمومي أثناء أدائه عمله"، بعد شكوى تقدم بها رجل نافذ في دائرة قرية با محمد، اتهمها فيها بإهانته بالسب والقذف، أثناء وجودها ووالدتها في مكتبه، احتجاجًا على هدم سور واق في منزل والديها.
وأخرت المحكمة النظر في ملفها إلى جلسة 28 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، لاستدعاء مساعدي سلطة وأفراد من القوات العمومية يعملون تحت إمرة الرجل، سبق للضابطة القضائية للدرك أن استمعت إلى شهادتهم في محضر قانوني بعد اعتقال الفتاة البالغة من العمر 22 عامًا، لأخذ إفادتهم في النازلة أمام تضارب الروايات المتعلقة بهذا الحادث.
واستمعت هيئة الحكم إلى الفتاة ووالدتها على خلفية الاتهامات الموجهة إليها، بطلب من دفاعها المشكل من 8 محامين في هيئة المحامين في مدينة فاس، انضموا لمؤازرتها أثناء محاكمتها، ينتمون إلى جمعيات ومنظمات حقوقية محلية ووطنية، تتبعت حالتها وأعلنت دعمها للفتاة التي أطلق سرحها مؤقتًا بعد إحالتها على وكيل الملك في المحكمة ذاتها.
وغاب الشاكي عن الجلستين السابقتين للمحاكمة. وأصدرت منظمات حقوقية بيانات تضامنية معها، وأعلنت عزمها تنظيم وقفات تضامنية أمام المحكمة أثناء مثولها أمامها، مشيرةً إلى أنها تعرضت إلى الضرب المبرح من قبل الشاكي وأعوانه في مكتبه، قبل استدعاء الدرك لاعتقالها بأمر من النيابة العامة، ووضعها تحت تدابير الحراسة النظرية.
وأصيبت الفتاة، بحالة إغماء بعد ساعات قليلة من اعتقالها، قبل أن يتم نقلها إلى مستشفى ابن الخطيب في مدينة فاس لتلقي العلاجات الضرورية، ليتم نقلها من جديد إلى مقر سرية الدرك لمواصلة البحث معها قبل إحالتها على وكيل الملك، لكن الحالة عاودتها من جديد في مكتب المسؤول القضائي قبل نقلها إلى المستشفى.
وتتضارب الآراء بخصوص حادث إيقاف الفتاة، وتؤكد السلطة أنها أهانت الشاكي بكلمات مستفزة، وأكدت مصادر حقوقية أنها استدعيت ووالدتها إلى مكتب رجل السلطة الذي شرع في ضربها وسبها بمجرد دخولهما، قبل أن يستعين بأعوانه لمواصلة ذلك، ليتم استدعاء الدرك لاعتقالها والتغطية على حقيقة ما تعرضت إليه من ضرب مبرح.