القاهره - صوت الامارات
يصفونها في مصر بالملهمة، وصانعة التحدي، فقد تحدت إعاقتها وفعلت المستحيل، وأصبحت قصتها نموذجاً وقدوة لمن يريد تحقيق النجاح والمعجزات.
أقرأ أيضًا: أميركية تعتدي بالضرب المبرح على فتاة سورية داخل المدرسة
جوزفين سعيد عزيز فتاة مصرية ولدت كفيفة، تبلغ من العمر حالياً 28 عاماً، وقد لا يصدق أحد ما تفعله، فهي رغم فقدانها البصر تتسلق أعلى الجبال، وتغوص في أعماق البحار، وتفعل ما يعجز عنه بعض المبصرين.
تروي جوزفين قصتها وتقول إنها من مواليد مدينة الإسكندرية، تعشق الموسيقى، والأدب، والسفر، كانت ترغب في الالتحاق بكلية الفنون الموسيقية أو المسرحية، لكن والدها رفض ذلك، فاضطرت للالتحاق بكلية الآداب قسم الوثائق والمكتبات، وفور تخرجها، رغبت في تحقيق حلمها في السفر والرحلات، والتحدي والمخاطرة.
تهوى جوزفين السفر للمناطق الصعبة والعيش في الصحراء، بين الجبال والوديان والبحر، وتقدمت أكثر من مرة للسفر لجنوب سيناء، حيث يوجد كل ذلك، لكن كانت شركات السياحة ترفض لكونها كفيفة، مضيفة أنها لم تيأس، وواصلت التقدم مرة أخرى واحدة تلو الأخرى، حتى وافقت إحدى الشركات على سفرها مع وفودها.
سافرت جوزفين لمدن شرم الشيخ ودهب وسانت كاترين، وهناك مارست وأجادت تسلق الجبال رغم إعاقتها البصرية، وغاصت في أعماق البحر الأحمر، مؤكدة أنها تتلمس وتتحسس الأشياء أمامها وتواصل سيرها، ويكون ذلك بمرافقة أحد في المناطق الخطرة، خشية سقوطها، ودون مرافقة من أحد في المناطق الآمنة.
تقول جوزفين: رغبت في التحدي بيني وبين نفسي ومع الآخرين، وأردت أن أقول للمجتمع، إنني رغم إعاقتي أستطيع أن أمارس حياتي وأتسلق جبال سانت كاترين والمقطم وجبل موسى، ومنحنيات جنوب سيناء الوعرة مثل الكحلة وقرب مليحة.
حياة الصحراء كما تقول جوزفين علمتها الصبر وتحدي الصعاب، ورغم أنها تعمل حاليا في مجال خدمة العملاء، بإحدى شركات الاتصالات الكبرى في مصر، إلا أنها ترفض الروتين وتفضل العمل وسط الخطر وتحدي المخاطر، ولذلك تسافر على الدوام لجنوب سيناء كلما أتيحت لها الفرصة مع شركات السياحة لتتسلق الجبال وتغوص في البحر الأحمر .
وتكشف الفتاة المصرية أنها لم تتعرض لأي أذى أو مكروه خلال ممارسة هوايتها الخطيرة، فهي كما تقول لديها بصيرة تعوضها عن فقد البصر، تستشعر الخطر وتتجنبه، وخلال تسلقها الجبال تتلمس خطاها، وتتحرك بصبر وثقة وتريث، حتى لا تتعرض لصخرة أو كتلة أو مرتفع تسقط منه، وتكون أسعد لحظاتها عندما تصل لقمة الجبل، وقتها تشعر بقوتها، وبمكافأة الله عن صبرها وإرادتها، وهديته لها تعويضا عن إعاقتها.
تحلم جوزفين بتسلق جبال الهيمالايا، وتقول لما لا؟ فلا يوجد ما يمنع، تدربت بما يكفي، على كيفية السير في الدروب وتجنب الاصطدام بالصخور، كما تحلم في السفر إلى نيبال، والقيام برحلات مشي فردية.
وتضيف جوزفين إن الحرمان من نعمة ما لا يعني أن نتجاهل نعم الله الأخرى علينا.
علينا أن نفكر فيها ونقويها ونحمد الله عليها، مضيفة لقد حرمني الله من نعمة البصر، ومنحنى مقابلها إرادة فولاذية، وعزيمة من حديد، وقوة لا تتناسب مع التكوين الجسماني لفتاة ضعيفة كفيفة، مختتمة بالقول إنها تشكر الله على تلك النعم وتتمنى أن يديمها عليها.
قد يهمك أيضًا: