أبوغا ـ عادل جابر
تعاني المرأة في نيجيريا معاناة شديدة، ولكن هل تستطيع في ظل الظروف التي تمرّ بها البلاد أن تستقل ماليًا، وما هي الوسائل التي تساعد في الوصول إلى هذا الاستقرار. لقد تشاور الخبراء بشأن ذلك وقدّموا لنا إحدى عشر طريقة لتحقيق هذا الاستقرار:
1- نبذ الفرقة بين الجنسين منذ الطفولة
من أكثر الأشياء التي تساهم في تحقيق الاستقلال، هي التنشئة من الصغر، وتوضّح فايزة فرحان، مستشارة التنمية الاستراتيجية العالمية في باكستان، "يجب أن يُولّى التعليم الابتدائي اهتمامًا بتوعية الأطفال بالمساواة بين الرجل والمرأة، وأهمية دور المرأة في المجتمع، من أجل خلق مجتمع متفتح ومتجاوب".
2- مشاركة رجال الدين في التوعية بهذا الأمر
فيمكن أن يكون لرجال الدين دورًا في نبذ التفريق بين الجنسين في نيجيريا ولا سيّما الأجزاء الشمالية، فبعد توعية الأفراد وتغيير سلوكهم، فإن أتاح رجال الدين لزوجاتهم أو بناته فرصة المشاركة في أي نشاط اقتصادي قد يرفع من وسائل تحقيق هذا الهدف.
3- مساواة أصحاب الأعمال بين الجنسين
يجب أن نخلق وعيًا بأهمية عمل المرأة، ومن المهم أن ينظر أصحاب الأعمال إلى كفاءة العامل من الرجال والنساء وليس إلى مؤهله الدراسة وذلك بالنظر إلى النساء ذات المؤهلات الصغرى، وبذلك سنساعد النساء الذين لم يحصلوا على تعليم عالي، وسنوسّع دائرة التوظيف.
4- سن قوانين المساواة بين الجنسين
ويمكن أن يحلّ تشريع القوانين، مثل قانون المساواة بين الجنسين وتكافؤ الفرص(GEOB)، الكثير من مشكلات التفريق التي تواجه المرأة مثل مشكلات حقوق الميراث وتملك الأراضي.
وأصدرت الجمعية الوطنية ذلك القانون بناء على ضغوطات مارسها النساء المتضررين وجماعات أخرى، ويقول المشرّعون أنّ ذلك القانون سيتم فرضه مرة أخرى حيث أن الانتخابات تقترب ولا أحد يرغب في اختبار مدى تأثير النساء المصوتين.
5- منح النساء صلاحيات العمل في العواصم
يدير النساء 30% من الأعمال في العالم، ولكن 10% فقط من سيدات الأعمال لديهن صلاحيات العمل في العواصم، لذلك يجب أن نخلق جوًا لمن تشارك المهارات في القطاعات الخاصة والعامة حتى يرتقي العمل بشكل أوسع، فعلى سبيل المثال، لقد خصص مشروع الطريق نحو التنمية أحد البنوك من أجل إدارة التدريب على التثقيف المالي، وأيضا من أجل عقد الندوات بين البنك وسيدات الأعمال أملا في بناء العلاقات العامة.
6- الاعتراف بالعاملين في القطاع غير الرسمي
معظم الفقراء في العالم، خاصة في الدول النامية، هم من العاملين، وتشير التقديرات إلى أن النساء يمثلون أغلبية ما نسبته 630 مليون عامل فقير، وتتمثل المشكلة الأكبر في أن هؤلاء العمال لا يمكنهم التخلص من الفقر لأنهم يعملون في الاقتصاد غير الرسمي، حيث تنخفض الأجور وتعلو نسبة المخاطر. ورغم أن قيمة الاقتصاد غير الرسمي في نيجيريا تقدّر بـ 48.2 بليون دولار، إلا أن العاملين فيه لم يعترف بهم بعد، ولم تدرج أعمالهم تحت خطط التطوير الاقتصادي المحلي، لذلك تطالب فيكتوريا أكاويا، مستشارة المناطق الحضرية بالاعتراف بهؤلاء العمال ومعاملتهم كعملاء اقتصاديين يساهمون في اقتصاد الدولة.
7- تسهيل سفر المرأة
أشارت أدانما أبالونام، مديرة مشروع التنمية والتوظيف، إلى أن إزالة الحواجز من سفر المرأة سيضفي الكثير من التكافؤ بينها وبين الرجل، فالمرأة نادرًا ما تتمكن من السفر إذا وجدت مشكلات مثل رداءة الطرق وغيرها.
8- انهاء العنف ضد المرأة سواء في البيت أو العمل
أكدت الكاتبة والناشطة، شيترا نجاراجان أنها أعدّت عدة أبحاث توضح أن نسبة عنف الرجل ضد امرأته تزيد كلما زاد أجرها في العمل، خاصة إذا زاد أجرها عن أجره، ومن ناحية أخرى فإن المرأة أيضا تعاني من التحرش الجنسي في العمل، مما يؤثر ذلك على صحتها ودوافعها.
9- تعليم الأولاد احترام المرأة
يجب أن يلعب الوالدين دورًا كبيرًا في تعليم أبنائهم احترام المرأة، حيث يجب أن يتعلم الأولاد المساواة بين الرجل والمرأة، وعلى كل إنسان أن يساعد غيره، سواء كان رجلًا أو امرأة.
10 | استخدام الطوارئ كفرص
في حالات الطوارئ، يمكن للأفراد في كثير من الأحيان تحويل تلك الحالات إلى فرص للتخفيف الاقتصادي المباشر حيث لا يكون أمام المعالجين أي بديل سوى "السماح" للنساء بالعمل. وعلى الرغم من أن هذا الأمر لا يصلح كحل بعيد الأمد، إلا أنه يساهم في دفع المرأة إلى سوق العمل. لذا على الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني العمل لتوفير التدريب المهني القصير للنساء لتحسين مهاراتهم وجعلها أكثر ملاءمة للعمل وتمكينهم.
11 | النظر إلى عدم المساواة في نطاق أوسع في نيجيريا
في نيجيريا، تتزايد الفجوة بين الأغنياء والفقراء. ويمكن ملاحظة ذلك من خلال حقيقة أن الناتج المحلي الإجمالي يتزايد، في حين ينخفض معدل توظيف الشباب. لذا نحن بحاجة إلى أن ننظر في التمكين الاقتصادي للمرأة، ولكن علينا أيضًا أن ننظر إلى عدم المساواة الاقتصادية في نيجيريا بشكل عام. فعلينا الابتعاد عن فساد المنظومة السياسية والسياسيين والمسؤولين وكذلك الرأسمالية المتفشية ونماذج للنمو التي أضرت بالكثير من النساء والفتيات، وعدم المساواة الاقتصادية التي تتفاقم من منظور أكبر.