نيودلهي ـ سامي لطفي
ولدت جونو كومار، البالغة من العمر خمسين عامًا، في الهند الشرقية في ولاية بيهار، عام 1966، ولكن بسبب اضطراب هرموني، توقف نموها الجسدي منذ عامها الخامس. وقالت عائلتها إنهم لا يعرفون ما إذا كانت امرأة بالغة أم هي طفلة صغيرة، فقد تبدو بهيئتها وكأنها فتاه في الخامسة من عمرها.وبعد أن وصلت جونو لسن البلوغ في الـ14 من عمرها، لم تتخرج من المدرسة كباقي الفتيات في نفس عمرها، في قريتها، وعَرضت جونو على الكثير من الأطباء على مر السنين، وعلى الرغم من ذلك لم يتمكن أحد من فهم وتشخيص حالتها، أو مساعدتها. وقال شقيقاها أشوك كومار ناندان، الذى يبلغ( 53) عامًا، "جونو هي شريان الحياة لمنزلنا، الجميع يحبها".
وأضاف "زوجتي وأولادي يوفرون لها الرعاية الكاملة وأنها تعامل باحترام ككبار السن في مجتمعنا، وأنها تشعر وكأنها طبيعية فهي تفهم كل شيء وتستجيب بشكل طبيعي، كأي شخص عادي، وأن الفرق الوحيد هو أنها لا تمتلك القدرة على اتخاذ القرارات بشكل طبيعي، نتيجة لعدم الخبرة، إضافة إلى أنها مازالت تبدو وكأنها طفلة".
ويبلغ طول جونو ثلاثة أقدام، منذ الولادة، ولكنها بعد أن أتمت الخامسة من عمرها، توقف نموها الجسدي، فقد اعتقدت أسرتها أنها أصيبت بشلل الأطفال. وأخذها والدها شري ناندلال ماهتو، الذي يبلغ من العمر 80 عامًا، إلى الأطباء المحليين، لتشخيص حالتها، ولكن لم يقدم أحد أي مساعده أو حلول. وقال اشوك، شقيق جونو، "حاول والدي كثيرًا أن يساعدها، كما حاول جميع الأطباء في منطقتنا معالجتها، فقد فعل والدي كل ما يمكن ولكن لم يجدي ذلك بأي نتيجة، لذلك فعل ما يفعله أي والد آخر، وقدم لها كل الحب، فنحن جميعا نحبها كثيرا".
وتابع شقيق جونو "أنها تعاني من مشكله في الجزء السفلي من جسدها، فهي لا تستطيع المشي بشكل طبيعي، لأنها لديها ضعف شديد في العضلات والقوة التي تحتاجها ساقيها". وقالت كانتي مالا زوجة أشوك، (40 عامًا)، "أنا وجونو نحب قضاء بعض الوقت معا، فهي تجعلنا جميعا سعدا". وأضافت أن "جونو لا تحتاج إلى المساعدة في كل الأوقات، لأنها تفعل أشياء كثيرة بنفسها، ولكنني دائما قريبة منها، اذ احتاجت شيئا، ونحن لا نطلب من القيام بأي شيء من الأمور المنزلية، بسبب حالتها، وتتحدث معي طوال الوقت عن كل شيء وتعبر بحرية عن حزنها وأفراحها، هي غير مكتملة النمو تمامًا، لكننا مثل الأصدقاء نفهم بعضنا البعض".
وواصلت "أنها تحب المكياج ودائما تلون أظافرها، كما أن لديها صندوق خاص، تحافظ فيه على جميع ممتلكاتها في مكان واحد، والتي تشمل مستحضرات التجميل". وأضافت "لا أحد يستطيع لمس ممتلكاتها، "أنها ممتلكاتها الخاصة"، وأنها تبدو في حالة فرح شديدة، ويظهر عليها الكثير من الحماس في حفلات الزفاف، وأنها تحب أن ترى الآخرين يتزوجون، فتجلب الثوب الجديد وتنضم إلى النساء، عندما تضع الحناء، ولكن إذا تحدثنا عن زواجها حتى أن كان للمرح، فتغضب كثيرا، وترفض التحدث إلينا لعدة أيام، وعلى الرغم من أنها تشبه الأطفال في مجتمعها، ولكن ينظر لها كشخص بالغ، لم تكن أبدا إحراجا لنا، ونحن فخورون جدا بها".