صنعاء ـ خالد عبدالواحد
تتفاقم الأوضاع اليمنية سوءًا، بسبب الحرب الدائرة قبل ثلاث سنوات، بعد الانقلاب الحوثي، وأثَّر هذا التدهور على مختلف مناحي الحياة، مما أسفر ارتفاع حدة الاهمال الحكومي للمناطق الريفية اليمنية، حيث إن أغلب الارياف اليمنية تبعد عن المدينة عشرات الكيلومترات، وتحتاج إلى ساعات كثيرة حتى تصل الأم الحامل إلى المراكز الصحية في المدينة.
وتعيش الكثير من النساء الحوامل في مخيم أبو بكر الصديق في منطقة عصر في العاصمة اليمنية للنازحين من محافظة الحديدة غربي البلاد في هذا المخيم، وهي تعاني ظروفًا إنسانية وصحية، في المدرسة، التي تضج بالنازحين، الناشطة الإنسانية سلوى محمود أكدت أن النساء الحوامل يعانين ظروفًا صحية، بسبب غياب المنظمات الصحية، وعدم وجود اهتمام من قبل وزارة الصحة والسكان، والمنظمات المحلية والدولية .
تفقد حياتها لتُنجب روحًا جديدة
وكانت امرية عبدالحميد 23 عاما أحد ضحايا هذه المعاناة، حيث فقدت حياتها لتنجب روحا جديدة في منطقة الشهلي التابعة لمحافظة آب وسط اليمن، أثناء إنجاب ابنتها الأخيرة.
تقول والدتها في حديث خاص إلى موقع "صوت الإمارات"، "لقد كان الليل دامسا، أثناء بدء آلام الولادة، في الساعة الواحدة بعد المنتصف، ولم يكن في المنزل سواي وهي وطفليها الصغيرين".
وتابعت "لايوجد قابلة قريبة من القرية، ونحتاج الى ساعتين لاحضارها، ولم استطع الخروج من المنزل، بسبب الظلام الحالك، وعدم وجود منازل قريبة من منزلنا، لكي استعين بشخص يساعدنا"، وردفت "لم يكن بوسعي فعل شيئ سوى الانتظار إلى الصباح، حتى نتمكن من نقلها إلى المدينة او البحث عن قابلة"، وأضافت "لقد حاولت التخفيف من الامها الا انها وبعد اربع ساعات من الألم تمكنت من الولادة، ثم توفت بعد ذلك بعد ان انهكها الالم".
الغذاء والرعاية الصحية مفقودين
وأوضحت سلوى في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، "إن النساء الحوامل بحاجة إلى رعاية صحية، واطعمة مناسبة ، لكي يتمكن من الولادة بشكل طبيعي"، وأوضحت أن العديد من النساء يعانين من امراض مختلفة ، بسبب عدم توفر الغذاء المناسب والرعاية الصحية.
وترتفع نسبة الحوامل بشكل كبير في اليمن، ففي محافظة الحديدة ، غربي اليمن، نحو 90 الف امرأة سوف يلدن خلال التسعة الاشهر المقبلة، وفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان.
وأضاف الصندوق أنه يشعر بقلق شديد من الوضع المتصاعد في الحديدة مما يُعرِّض النساء والفتيات في سن الإنجاب لخطر شديد.
وتُعاني اليمن بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والجغرافية، من ارتفاع نسبة الوفيات الامهات الحوامل كما ان الحرب تغذي ذلك، وزادت نسبة الوفيات بكثرة خلال الثلاثة الاعوام الماضية.
أرقام رسمية
وقدَّر الصندوق وفاة 385 حالة بين الأمهات لكل 100,000 ولادة حية في عام 2015. واليوم، من المرجح أن تكون نسبة وفيات الأمهات قد تضاعفت، بسبب الوضع السياسي والاقتصادي والجتماعي، والحرب التي تشهدها البلاد
وأكد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن من بين المتضررين يوجد 750,000 امرأة وفتاة في سن الإنجاب، يوجد بينهن ما يقرب من 14,000 امرأة حامل معرضات لحدوث مضاعفات مما يضع حياتهن في خطر بشكل مباشر ، إذا لم يحصلن على الأدوية وعلى رعاية صحة الأمومة العاجلة والمنقذة للحياة
وأوضح الدكتور لؤي شبانة مدير صندوق الأمم المتحدة للسكان للمنطقة العربية "أن الضرر الذي لحق بالمرافق الصحية، بخاصة مرافق الصحة الإنجابية، نتيجة للقتال المستمر في اليمن، قد يُعيق توصيل خدمات وإمدادات الصحة الإنجابية. وأضاف قائلا "لقد أصبح من الصعب على نحو متزايد توصيل الأدوية والخدمات المتعلقة بالصحة الإنجابية التي يحتجنها النساء الحوامل أو أولئك اللواتي يرغبن في تجنب حدوث حمل، وقد يؤدي هذا إلي حدوث عواقب وخيمة على صحتهن وصحة أطفالهن".
ودعا صندوق الأمم المتحدة للسكان جميع أطراف النزاع إلى وقف القتال في الحديدة وإلى حماية المدنيين وضمان حصولهم على المساعدة التي يحتاجون إليها للبقاء والسماح بوصول المساعدات الإنسانية على النحو المنصوص عليه في القانون الإنساني الدولي.
وفاقمت الحرب التي تعيشها اليمن، الأوضاع الصحية والأنسانية إلى الدرجه الكارثية.