بيروت : غنوة دريان
يلجأ الكثيرون إلى تحميل أنفسهم ما لا طاقة لهم به عن طريق انتقادهم لذاتهم بكثرة، وهذا ما يعرف في علم النفس "بجلد الذات" أو عقدة "الشعور بالذنب" ما يفقدهم الثقة بذاتهم ويجعلهم يدخلون في دوامة من الاكتئاب، وهنا لا نتحدث عن جلد الذات بجرعات طبيعية والتي تعتبر ضرورية في حياتنا الطبيعية لتهذيب النفس، إنما عن المبالغة بها.
ويبدأ جلد الذات المبالغ به بشكل سلبي بالتفكير المتواصل في الخطأ مما ينتج عنه اضطراب في النوم والقلق والشرود الذهني، إضافة إلى أعراض أخرى. وقد تظهر هذه الأحاسيس أيضا عندما يحاط المرء بالفشل والإحباط، فيلجأ إلى جلد الضمير بقوة ومركزا بذلك على نقاط ضعفه دون سواها من الإيجابيات التي يمتلكها، وهنا، يقدم علماء النفس سلسلة من النصائح للتخلص من هذا الشعور السلبي والذي قد يوصل إلى الكآبة ومنها:
- يجب على المرء القيام بوزن الأمور منطقيًا ولا داعي للوم والعتاب لأنه في النهاية "قدر الله وما شاء فعل"، وهنا يعتبر التقرب إلى الله والتسليم بالقضاء والقدر أمر يريح النفس الإنسانية, ويزيل عنها كاهل تحمل الذنب في أمور تفوق طاقة وقدرة الإنسان.
- هناك بعض الأمور التي يمكن إصلاحها وتصحيح مسارها، لكن هذا الأمر يتطلب من المرء بعض الشجاعة والمسارعة في مبادرات وخطوات بناءة في أي مشكلة تواجهه، ويمكنه هنا استشارة أهل الاختصاص والخبرة لمساعدته.
- يجب على المرء التعرف على نقاط ضعفه والعمل بأسرع وقت ممكن على مقاومتها والتخلص بموازاة عدم تحميل نفسه فوق قدرها.
- قد يعتقد المرء أن مشكلته كبيرة جدًا بشكل مبالغ، ولكن حينما يتحدث عنها لصديق يتسم بالحكمة، سيرى مشكلته في حجمها الحقيقي أو أن الطرف الثاني سيجعله يدرك المبالغة التي يتوهما.
- على المرء استغلال الدروس الصعبة التي يمر فيها ويعتبرها تجارب تزيد من قوته ومعارفه ويتجنب بها أيضا الوقوع في نفس الأخطاء مستقبلًا.
- وأخيرا من أفضل العلاجات لعدم الوقوع في جلد النفس هو مل أوقات الفراغ بهوايات مسلية ومفيدة، كممارسة بعض أنواع الرياضة أو التطوع في جمعيات خيرية ومشاركتهم نشاطاتهم الإنسانية، فكما يقولون "مصائب الآخرين تنسينا مصائبنا".