الدكتور أنور محمد قرقاش

أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات الدكتور أنور محمد قرقاش  أن دخول المرأة في الفصلين التشريعيين الرابع عشر والخامس عشر، كان بادرة إيجابية جدا، حيث شكلت نسبة المرأة في المجلس الوطني الاتحادي خلال الفصل التشريعي الرابع عشر (22.2%) بوجود 9 عضوات، وفي الفصل التشريعي الخامس عشر ما نسبته (17.5%) بوجود 7 عضوات.

وأضاف د. قرقاش: إن مشاركة المرأة في انتخابات المجلس الوطني تكتسب أهمية كبيرة تكمن في كونها نصف المجتمع، وهي الأقدر على مناقشة العديد من القضايا التي تتعلق بالقطاع النسائي والقطاعات الأخرى المتعلقة بالمجتمع، والمشاركة السياسية للمرأة ضرورة وليست ترفا، الأمر الذي سيرسي دعائم قوية لمجتمع منفتح ومتطور وبما ينسجم مع ثقافة الدولة وتاريخها.

وأوضح أن مشاركة المرأة في التجربتين السابقتين الانتخابيتين أكسبتها خبرةً ووعيا سياسيا مهمين، ما يعزز دورها ومشاركتها بفاعلية في انتخابات 2015، منوهاً إلى نسبة تمثيل المرأة في الهيئات الانتخابية لعام 2015 وصلت إلى قرابة النصف بنسبة (48%)، مما يدل على إيمان القيادة الرشيدة في دورها في المساهمة بفاعلية بتعزيز التجربة البرلمانية في دولة الإمارات، وهي دليل واضح على أن المرأة الإماراتية أصبحت اليوم شريكاً حقيقياً للحصول على مقاعد داخل المجلس والمساهمة في عملية صنع القرار.

جاء ذلك خلال محاضرة نظمتها اللجنة الوطنية للانتخابات بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام في أبوظبي أمس الاثنين حول انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2015، بعنوان " برنامج التمكين السياسي للمرأة الانتخابية".
وأكد الدكتور أنور قرقاش أن المشاركة الواسعة للمرأة في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي فرصة حقيقية لها لتأكيد أهمية دورها الفاعل في خدمة المجتمع، حيث مشاركة المرأة السياسية تعد من أهم مؤشرات نضج التجربة الحضارية للإمارات، مشجعا المرأة الإماراتية على خوض هذه التجربة والمشاركة الفاعلة في الانتخابات لتوطيد هذه التجربة سواء كان بالترشح أو بالانتخاب.

ولفت د. قرقاش إن جزءا كبيرا من نجاح الإمارات هو نجاح المرأة الإماراتية، وهذه رسالة ترسلها الإمارات للعالم الإسلامي العربي بأن هناك دولة عربية مسلمة حققت نجاحاً واسعا مع الحداثة والعولمة وتمسكها بجذورها العربية.

وأشاد بحضور المرأة الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي الذي اعتبره قفزة نوعية في العمل البرلماني، ورسالة واضحة حول أهمية وفاعلية حضورها على ساحة العمل السياسي.

واستهل د. قرقاش المحاضرة بالدعاء إلى الله أن يتغمد بواسع رحمته شهداء الإمارات من أبناء القوات المسلحة الذين استشهدوا أثناء تأدية واجبهم الوطني وضحّوا بدمائهم دفاعاً عن قضايا أمتهم، كما وجّه جزيل الشكر والتقدير لرئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للطفولة والأمومة "أم الإمارات" الشيخة فاطمة بنت مبارك على عملها الدؤوب واهتمامها البالغ بقضايا المرأة الإماراتية وتمكينها من اتخاذ أدوار ريادية في تنمية مجتمعها في شتى المجالات.

وأثنى على النشاط الفاعل الذي تقوم به أسرة الاتحاد النسائي العام ممثلا في مديرة الاتحاد نورة خليفة السويدي من خلال الأنشطة والمحاضرات التوعوية التي تستهدف قطاع المرأة الإماراتية، وتسعى لتمكينها في كل المجالات، مؤكدا أن الاتحاد النسائي هو أحد الصروح الوطنية المهمة التي توثق عمق التجربة الإماراتية في تعزيز وتمكين أدوار كل شرائح المجتمع، من أجل المساهمة في دعم مسيرة التنمية الشاملة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وأشار إلى أن انتخابات 2015 تأتي في مرحلة تشهد فيها دولة الإمارات الكثير من الإنجازات على جميع المستويات محلياً وإقليمياً وعالمياً، لتثبت قدرتها في التغلب على الكثير من التحديات التي واجهتها خلال مسيرتها نحو تحقيق أهدافها في التنمية الشاملة والطموحة، ولتشكل اليوم نموذجاً يحتذى به في التطور والتقدم والازدهار، الذي يعد نتيجة حتمية، وأكيدة لتلك العلاقة الفريدة والمميزة بين قيادة دولة الإمارات وشعبها الوفي.

من جانبها، أوضحت نورة خليفة السويدي إن ثقة الدولة بأن المرأة قادرة على حمل المسؤولية كالرجل هو بحد ذاته اعتزاز لكل مرأة إماراتية، حيث إن هذه المكاسب والإنجازات المتميزة التي حصلت عليها المرأة تحققت في إطار نهج تمكيني شامل أطلقه وتبناه رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان  وبمتابعة حثيثة من رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الشيخة فاطمة بنت مبارك ، التي تلعب دورا بارزاً في توجيه المرأة لإثبات وجودها والاستفادة من الفرص المتاحة للمشاركة في التنمية المستدامة جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل، وبفضل ذلك أصبحت المرأة الإماراتية تتبوأ اليوم أعلى المناصب في جميع المجالات وتسهم بفاعلية في قيادة مسيرة التنمية والتطوير.

وأكدت السويدي أن مشاركة المرأة في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي لهذا العام وللدورة الثالثة على التوالي بحد ذاته يعتبر إنجازا عظيما وثمرة غرس الشيخ زايد الذي آمن بالمرأة وقدراتها، حيث أعلن لحظة إعلان الاتحاد " لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة الإماراتية تأخذ دورها في المجتمع، وتحقق المكان اللائق بها.. يجب ألا يقف شيء في وجه مسيرة تقدمها، للنساء الحق مثل الرجال في أن يتبوأن أعلى المراكز، بما يتناسب مع قدراتهن ومؤهلاتهن".