الشارقة - صوت الإمارات
تعتبر الزينة من الأمور المحببة للمرأة في كل الأزمان، وهي طقس معروف عند شعوب الأرض كافة، فالتزين هو طبع وصفة ملازمة للنساء اللواتي حرصن على الدوام على أن يظهرن بصورة مبهجة أمام أزواجهن وحتى بين النساء وبعضهن بعضاً، وفي الإمارات كانت زينة النساء من المظاهر المحببة التي تحرص عليها المرأة، ولا تبالغ فيها، فتحرص دائما على البساطة، وبما توافر في الطبيعة من أدوات تزيين وعطور مستخلصة من الأعشاب والبخور وما شابهها من مواد في ذلك الزمان .
وتزين المرأة هو دلالة على حسن الهيئة والمظهر، ويتدرج ذلك في أنواع اللباس ومستحضرات التجميل المتاحة مرورا بالحلي والمجوهرات وخلافها .
أما حول أنواع الزينة وأكثرها شيوعا عند المرأة الإماراتية في قديم الزمان، فتجمع الدراسات على أن الطبيعة كانت هي المصدر الرئيسي لهذه الزينة، كانت المرأة تحضر الأعشاب العطرية، على غير ما هو متبع في الزمن الحالي الذي تغلب عليه المستحضرات الكيماوية شديدة الخطورة على الإنسان .
ومن أبرز المستحضرات الطبيعية عند المرأة الإماراتية يرد اسم "الكحل العربي" الذي يطلق عليه "البجر" وهو حجر أسود، غالبا ما يتم سحقه حتى يصبح ملمسه ناعماً، ثم يوضع على العينين فيكسبهما جمالاً أخاذاً وبريقاً نادرين .
ومن أدوات الزينة أيضاً "الحناء" التي تستخدم على نطاق واسع في منطقة الخليج العربي، والحناء عبارة عن شجرة كانت في السابق تزرع في البيوت وتؤخذ منها الأوراق وتسحق وتوضع على شعر المرأة ويديها وقدميها فتكتسب منظراً جميلاً ومحبباً .
وكثير مما تناقلته الذاكرة الشفاهية في الإمارات يؤكد أهمية الحناء وفوائدها فهي تكسب البشرة لونا أحمر يمنع تساقط الشعر، وربما يفيد الشعر الدهني ويقوي بصيلات الشعر، وبعض المصادر تؤكد أهمية الحناء كمادة تقلل من حرارة الجسم في فصل الصيف وأيضا عند الإصابة بالمرض .
والحناء هي شجرة معمرة استطاعت المرأة الخليجية أن تستخلص منها مزيجا للزينة، وقد استخدمت الحناء في التجميل واستخراج العطور وصنعت منها المرأة مزيجاً يكسب الشعر لمعاناً وحيوية . وقد تخلط الحناء بمواد ذات نكهة كالليمون اليابس، وعادة الحناء عند المرأة الإماراتية منتشرة في كثير من المناسبات كحفلات الأعراس والأعياد والمناسبات الوطنية .
ومن المواد الشائعة في تزيين المرأة "الرشوش" وهو عبارة عن خليط من مادتي المحلب والمسك الأبيض والمسمار والورد الجوري والحناء، تسحق هذه المواد وتخلط بالماء وتوضع على شعر المرأة، كما تفرك بها بشرتها فتكسبها رائحة طيبة .
وهناك أيضا مادة "الديرم" مستخلصة من لحاء شجرة الديرم، ويستخدم منه القليل بعد أن يجف في تنظيف الأسنان وتبييضها .
وهناك أنواع أخرى استطاعت المرأة أن تستفيد منها في زينتها ومنها: "اللباد" وهو زيت من المسك الأسود يستعمل في العطور، وهناك "دهن العود" الذي يعتبر أساسياً في زينة المرأة، وأيضاً "الشب" وكان يطحن ويستخدم كمزيل لرائحة العرق، وتشتمل القائمة على "الدخون" وهو عبارة عن نشارة العود مع بعض خلطات العطور، وكان يستخدم لتبخير الملابس النسائية والمساكن .
أما قائمة الحلي عند المرأة الإماراتية، فهي عديدة، وكانت بمثابة أدوات زينة متعارف عليها، ومنها "القلائد" التي تسمى "المنثورة"، وهناك "الطبلة" وهي قلائد مستطيلة أو مربعة الشكل وكانت تطعم بمادة الذهب، وقد تكون مجوفة لاحتوائها على آيات قرآنية للتبرك بها، وكانت تقلد بها الفتيات لحفظهن من الشرور، وهناك "الخلاخيل" التي كانت تلبسها المرأة في مناسبات خاصة، والخلاخيل عبارة عن حلقات ضخمة ثقيلة الوزن بيضاوية الشكل ومزخرفة، تصدر رنيناً أثناء السير .
وهناك "قرص الهيل" وهي أسوار فضية مزخرفة بشكل بارز يشبه الأسفين بصف أو صفين، إضافة إلى "الشغاب" وهي أقراط فضية مخروطية الشكل مدببة الطرف وثقيلة الوزن متنوعة الزخارف لكبر حجمها وأقراط "الفتور" الفضية، وهي على شكل حلقات وسلاسل متدلية تنتهي بأشكال على هيئة زهر . ومن القلائد التي كانت شائعة في الزمن القديم "الدلال" وهي مصنوعة من مادة الفضة تنتهي بحلقة مستديرة مزينة بالعملات المتنوعة .