لندن ـ ماريا طبراني
أصرَّ رئيس أساقفة "كانتربري" السابق اللورد وليامز، على أنَّه ليس هناك حاجة للذعر من المعلمات المسلمات في المدارس الابتدائية بسبب ارتدائهن النقاب الذي يغطي كامل الوجه في الصف، مضيفًا أنَّ المخاوف بشأن مكافحة الأطفال الصغار للتعلم من معلمات يغطين وجوههن أمر في غير محله، مشيرًا إلى أنَّ هناك طرق أخرى لقراءة ما يقوله الناس.
تصريحات رئيس الأساقفة السابق، تعيد فتح باب النقاش حول مكانة النقاب في الحياة العامة البريطانية، وذلك بعد العاصفة السياسية التي شهدتها المملكة المتحدة في العام الماضي.
وكان وزير الداخلية جيمي براون دعا إلى حوار وطني لوضع قيود في بعض المدارس تمنع الشابات من ارتداء النقاب؛ لكن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، رفض الفكرة، قائلًا "إنَّه سيتحفّظ على طلب المدارس والمحاكم من النساء عدم ارتداء الحجاب".
وأشعلت أفكار اللورد ويليامز السابقة في مسألة الإسلام، واحدة من أكبر الأزمات في قصر لامبث، عندما صرّح في عام 2008، بأنه "يبدو لا مفر من اعتماد جوانب الشريعة الإسلامية في المملكة المتحدة، وكان يتحدث عن نمو محاكم التحكيم التي تعمل بالفعل على مبادئ الشريعة الإسلامية".
وتأتي أحدث تصريحاته وسط المناقشة الأكاديمية المتعمقة بشأن كتابه الأخير "حافة الكلمات" الذي يدرس معاني الكلمات واللغة في المناقشات المتعلقة بالآلهة في الثقافات والديانات الأخرى.
وأثناء المناقشة بشأن الفرق بين الخطاب الحرفي والمجازي، أشار إلى أفكار الفيلسوف الفرنسي موريس ميرلو بونتي، حيث إنَّ الكلمات هي أكثر من مجرد وصف الأشياء، قائلًا "لأنني أتعلم لغة، لا أتعلم فقط تحديد الأشياء، ولكنني أتعلم كيفية التفاعل مع المتحدث الآخر، ونحن جميعًا نعلم ماذا سيحدث مع الناس لو لم نتعلم ذلك، حين الحديث دون الشعور بالرموز أو اللهجة والنبرة، أعتقد أنَّ هذا سبب الهلع من ارتداء المعلمات المسلمات للنقاب في المدارس الابتدائية".
ويوضح اللورد ويليامز، "في الواقع، أعتقد أنَّ هذا القلق الكبير ليس في محلهن ولكنني أستطيع رؤية من أين يأتي، لقد كنت في مناقشة عامة في باكستان مع نساء يرتدين النقاب، وهنا أنت تقرأ بشكل مختلف، ليست الرموز نفسها، حيث هناك عقبة ثقافية يجب التغلب عليها".