جامعة الإمارات

تسعى جامعة الإمارات إلى تطوير معايير التصميم الدولية المعتمدة بالتعاون مع الجهات المعنية خاصة البلديات سعيا نحو توفير احتياطات فعالة لمقاومة الزلازل وذلك بمحاكاة مدى تأثر المباني والمنشآت وقياس قدرتها على مقاومة الهزات الأرضية التي تتعرض لها دولة الإمارات.

ويتبنى طلبة الدراسات العليا بقسم الهندسة المدنية في الجامعة حاليا مشاريع بحثية تركز على قياس تأثير الزلازل على المنشآت الخرسانية القديمة التي قد تتأثر بالهزات الأرضية أكثر من غيرها وكذلك مدى تأثر المباني الحديثة التي تم تشييدها بارتفاعات وأنظمة إنشائية مختلفة بالزلازل.

وأوضح الأستاذ المشارك في قسم الهندسة المدنية والبيئية في الجامعة الدكتور أمان موافي أن امتلاك الجامعة وتشغيلها لأول منصة هيدروليكية متطورة لمحاكاة تأثير الزلازل على المنشآت أسهم في تفعيل جهود التعليم والبحث العلمي في مجال مقاومة المنشآت للزلازل بالدولة في إطار ترسيخ مكانة الجامعة كجامعة بحثية رائدة في المنطقة خاصة وأن المنصة الهيدروليكية مزودة بالعديد من الإمكانيات وملحق بها العديد من الأجهزة المعملية المتطورة.

وأضاف موافي " أن المنصة وملحقاتها تعد جزءا أساسيا من مختبر الإنشاءات المتطور وباتت تشكل ركيزة مهمة لتدريب أكثر من 100 طالب وطالبة عمليا حول كيفية تأثير الزلازل على المباني والوسائل العلمية الحديثة الكفيلة بتلاشي هذه الآثار وذلك ضمن المنهج الدراسي مع الاخذ في الاعتبار التفاوت والتباين بين ارتفاعات المباني وطبيعة الهزات الأرضية.

وأوضح أن المنصة الهيدروليكية تعد إحدى الوسائل المعملية المتطورة المستخدمة في بحوث ودراسات قياس مقاومة المنشآت للزلازل، وتشتمل على طاولة فولاذية كبيرة قادرة على الاهتزاز والانزلاق بحرية لتمثيل الحركة الأرضية عند حدوث الزلازل.

وأكد أن اهتمام الباحثين بدراسة السلوك الديناميكي للمنشآت المختلفة معمليا عن طريق النتائج المسجلة للتشكلات والإجهادات ومقارنتها بمدى تحمل تلك المنشآت سيسهم بصورة إيجابية في تنشيط جهود البحث العلمي في مجال مقاومة المباني للزلازل بكلية الهندسة وبالجامعة.

كما ستسهم هذه الجهود في تطوير أساليب تصميم فعالة لمقاومة الزلازل وخطط لتفادي آثارها المحتملة، كما هو متبع بالدول المتقدمة كالولايات المتحدة واليابان التي زودت جامعاتها ومعاهدها البحثية بالعديد من المنصات المتحركة ثلاثية الأبعاد كالتي تم تجهيز جامعة كاليفورنيا سان دييجو والمعهد الوطني لبحوث علوم الأرض والوقاية من الكوارث باليابان بها والتي تعتبر من أكبر المنصات المتحركة بالعالم حيث يمكنها اختبار منشآت كاملة الابعاد.

وتبلغ أبعاد المنصة المتحركة في جامعة الإمارات، التي تم تركيب مكوناتها المتعددة بالكامل طبقا لأحدث الأساليب العلمية بمعامل قسم الهندسة المدنية والبيئية، ثلاثة أمتار للطول ومثلها للعرض، وتقدر تكلفتها بحوالي خمسة ملايين درهم.. ويمكن للمنصة اختبار نماذج لهياكل إنشائية يصل وزنها إلى عشرة أطنان، وقد تعهدت بتوريدها وتركيبها والتدريب عليها إحدى أشهر الشركات الأميركية العالمية المتخصصة في صناعة وتركيب تلك المنصات.

ويعتمد عمل المنصة على حركتها من خلال مجموعة من المحركات الهيدروليكية القوية وأجهزة حاسوب وبرامج متطورة تقوم بالتحكم الآلي بالمنصة. وتتضمن آليات عمل المنصة اختبار نماذج مختلفة للمنشآت والمباني تحت تأثير مجموعة من الزلازل، وفق خصائصها الطبيعية المسجلة بمحطات الرصد أو تلك المبرمجة على الحاسوب، حيث يتم تثبيت نموذج الهيكل الإنشائي المراد اختباره على المنصة والبدء بتحريكه بوساطة الحاسب الآلي والمحركات.