زيادة الضغط على الجامعات في طلب المشورة النفسية دفعها لطرح بدائل.

يرتفع عدد الطلاب الذين يطلبون المساعدة المتعلقة بالصحة العقلية. وتقول رئيسة الارشاد في جامعة "برونيل" روث كالب إن "هناك نموا هائلا في عدد الطلاب الذين يطلبوا خدماتنا." وأشارت جامعات أخرى مثل "ابريال كوليدج" في لندن وجامعة "يورك" في تقاريرها الى أن أعداد الطلاب الذين يسعون للحصول على المشورة تزداد.
 
ويؤدي هذا الازدياد الى الضغط على خدمات الارشاد نظرا لارتفاع الطلب وانخفاض التمويل، والانتظار الطويل للتعينات الجديدة بين طاقم الموظفين، مما دفع العديد من الطلاب لأن يصابوا بالاحباط. وصرحت احدى الطالبات التي رفضت الكشف عن اسمها " كنت أحاول أن ارتب موعدا، ولكنني لم أتلق أية اجابة، ولم ارَ مستشارا لمدة فصل دراسي كامل، لأنه لم يكن هناك واحد، وعندما لا يشعر الانسان بأنه بخير فمن الصعب أن يسعد الاخرين، وكل المستشارين والأشخاص الذين يعملون في قسم الاستشارة النفسية لطيفين للغاية ويبذلون قصارى جهدهم معنا، ولكنهم لا يستطيعون مواكبة كل العمل."
 
وتقترح الجامعات على الطلاب الحصول على بدائل للمشورة من اماكن أخرى فأعدادهم كبيرة كثيرا ولا يستطيع مستشارو الجامعة تلبيه طلباتهم كل على حدا، ويمكن للطلاب الاستعانة بأقرانهم والتي طرحتها الجمعية الخيرية التي تسمى عقول الطلاب والتي تعنى بالصحة العقلية للطلاب والتي تتجلى في أن يساعد الطلاب والأصدقاء بعضهم البعض. وتقول القائمة على الجمعية انوشكا بونوك " يستطيع الاشخاص الذين يمرون في نفس الظروف ان يقدموا لبعضهم البعض الدعم النفسي، فالأشخاص عندما يواجهون الشدائد مع بعضهم يكونون أقوى، ونأمل على الطلاب أن يشاركوا تجاربهم مع بعضهم ويساعدوا بعضهم."
 
وتقدم الجمعية للطلاب تدريبا في هذا السياق يمكنهم من فهم مشكلات بعضهم وتقديم المساعدة على امل تخفيف الضغط على خدمات الدعم، ويعاني أكثر الطلاب من الوحدة وهي أكثر المشاعر المقلقة التي عبر عنها الطلاب.
 
ووجدت مؤسسة الصحة العقلية في عام 2010 أن الوحدة هي مصدر للقلق كبير بين الشباب أكثر من كبار السن، ويمكن لمجموعات دعم الأقران أيضا ربط الناس مع بضعهم ممن يعتقدون أو يشعرون بالوحدة، وتم اعتماد هذا المنهاج في بعض الجامعات،  وقدمت جامعة غلاسكو برنامج دعم الأقران التجريبي قبل عامين الذي ينطوي على اعطاء الطلاب  دورة لمدة 30 ساعة والتي تغطي مجالات مثل الوعي الانتحاري، والرعاية الذاتية والتدخل في الأزمات، كي يتمكن هؤلاء الطلاب ثم تساعد الأقران على مكافحتها ، وعلى تنظيم الأحداث وتقديم الدعم الرسمي وغير الرسمي.
 وتوضح مستشارة للدعم النفسي في الجامعة وتسمى هيلين أور أنه " ليست كل القضايا تتطلب خدمات مستشار أو علم النفس، ويمكن للطلاب أن يساعدوا بعضهم البعض."
 
ويعتبر أخذ اجازة من الجامعة غالبا غير مناسب في جميع الحالات، ولكن نظرا لتوتر العمل الجامعي أصبح هذا الخيار واحدا من الحلول المتاحة، ويمكن للطلاب قضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء للهرب من ضغوط التعليم التي تجلب المشاكل في كثير من الاحيان وأخذ استراحة من الضغط الكبير الذي يتعرض له الطلاب.
 
ويبيِّن المتحدث باسم خدمات الدعم في جامعة "وارويك " أنه يمكن لطلاب ان يأخذوا قسطا من الراحة التي تفيدهم في وقت الدراسة، وخصوصا أولئك الذين يعانون من التوتر والقلق الكبير الذي يمكن ان يعوض الحصول على الدعم الصحي الطبي أو النفسي المناسب مع الانخراط في مساعدة ذات صلة دون القلق على مواكبة الدراسة."
وتوافق أنوشكا بونويك على الاجازة قائلة " يمكن أن تعطي الاجازة للطلاب مساحة للتركيز على أنفسهم، وهناك الكثير من الجامعات التي تبذل قصارى جهدها لاستيعاب الطلاب الذين يفكرون في أخذ راحة من الجامعة."
 
ويقول الطالب في جامعة "شيفيلد" مات ارفين: لقد " أخذت اجازة العام الماضي بسبب ضغوط الامتحانات في كانون الثاني/يناير، بعد أن كنت أحاول جاهدة النوم وتناول الطعام بسبب القلق من الامتحانات، ولكنني لم أكن أستطيع النوم ولا الأكل، وكنت محظوطا لأن المعلمين تفهموني، واستطعت أن اخذ اجازة لمدة فصل دراسي واحد، وتابعت امتحاناتي في وقت لاحق."
 
ويخشى الطلاب في كثير من الأحيان اخذا اجازة لأسباب تتعلق بالصحة العقلية، ولكن تقدم الجامعات اليوم المزيد من التسهيلات في هذا المجال وظروف مخففة عليهم، الى جانب دعم الأقران، والخدمات الجامعية لتسهيل حياة الطلاب.