أبو ظبي- جواد الريسي
دعت هيئة الإمارات للهوية مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص والجامعات والمعاهد العلمية في الدولة إلى المشاركة في فعاليات "المؤتمر الدولي الثالث للتعلم المؤسسي 2014" الذي يعقد برعاية مستشار الأمن الوطني رئيس مجلس إدارة هيئة الإمارات للهوية الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، للتعرف على أفضل الممارسات العالمية الحديثة في مجال التعلُّم المؤسسي.
ويقدّم رئيس وزراء ماليزيا الأسبق ورئيس مؤسسة "بيردانا" للقيادة الدكتور مهاتير محمد، ورقة العمل الرئيسية في المؤتمر بعنوان "لمحة حول التعلّم الحكومي في ماليزيا" ويستعرض خلالها تجربة بلاده في الاعتماد على التعلّم لتحقيق النهضة التنموية والانتقال من مصاف الدول النامية إلى مستوى الدول المتقدّمة.
كما يستعرض مدير عام هيئة الإمارات للهوية الدكتور المهندس علي محمد الخوري، في ورقة العمل التي يقدّمها في افتتاح المؤتمر تحت عنوان "السباحة مع التماسيح"، العوامل التي يجب على المؤسسات توفيرها لتفعيل مبدأ التعلّم المؤسسي، وفي مقدّمتها القدرة على التعامل بشكل آمن مع التحديات والغموض والقلق المرتبطين بعملية التعلّم.
ويناقش الدكتور الخوري في ورقته قدرة التعلّم المؤسسي على توفير البنية الأساسية لتحقيق التميز والتعامل بشكل فعال مع التغيير الذي قد تكون له آثار ضارة أو إيجابية على المؤسسة.
وأشارت الهيئة إلى أنّ المؤتمر يشكل فرصة متميزة لصنّاع القرار والمعنيين والباحثين للاطلاع على أهم المنهجيات المستقبلية في مجال الإدارة، وللمؤسسات الساعية إلى الارتقاء بوعي مواردها البشرية وتوعيتهم بأهمية دورهم وواجباتهم ومسؤولياتهم الوطنية والإنسانية والمهنية، خصوصًا وأنه يناقش على مدار جلساته الست أكثر من 30 ورقة عمل يقدّمها أكاديميون وخبراء حول مواضيع الحكومة المتعلّمة والحكومة الذكية، وإدماج التعلّم في السياسات العامة، ودور التكنولوجيا في التعلّم المؤسسي، وتجاوز التحديات المرتبطة بالتعلّم، وتطبيق التعلّم الاجتماعي والتعلّم العملي، إلى جانب آليات قياس مستوى التعلّم المؤسسي.
وأضافت أنّ الحدث الذي يشكل إحدى مبادرات مركز الإمارات للتعلم المؤسسي التابع لها ويعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يوفر للمهتمين فرصة الاطلاع على قاعدة بيانات شاملة لأفضل الممارسات في جميع القطاعات والصناعات والمشاركة في مناقشات ولجان تضم متحدثين من أكثر من 15 دولة حول العالم تركّز على كيفية تكوين "ذاكرة المؤسسة" وتحديد "العناصر الممكّنة للتعلم" و"نواحي عجز عملية التعلّم".
ولفتت الهيئة إلى أنَّ المشاركين في المؤتمر سيستعرضون أحدث الابتكارات في مجال التعلم المؤسسي وعلوم الإدارة والتخطيط المستدام، بحضور أكثر من 600 من الشخصيات والمتخصصين والمهتمين وكبار المسؤولين في الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة المحلية والإقليمية والدولية.
وأكّدت أنَّ المؤتمر يهدف إلى تشجيع مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على التحول إلى مؤسسات متعلمة ومساعدتها على وضع هياكل تنظيمية تساند عملية التعلم المؤسسي، وابتكار ونشر ثقافة داخلية داعمة له، إلى جانب تشجيع قيادات الصفين الثاني والثالث وتطوير قدراتهم القيادية والإدارية من خلال تمكينهم وتفويضهم الصلاحيات التي تؤهلهم للقيام بمهامهم وتطبيق أفكارهم الإبداعية وابتكاراتهم على الصعيد المؤسسي.
وتسعى الهيئة من خلال تنظيم المؤتمر إلى تعزيز الوعي بمفاهيم التعلّم المؤسسي كعلم إداري حديث، وتشجيع المؤسسات في المنطقة على تبنيه لتتمكن من تجاوز أساليب العمل والإدارة التقليدية والانتقال نحو مستويات أفضل من الإبداع والتأكيد على أهمية تطبيق مفاهيم وممارسات "التعلم المؤسسي المستمر" والمساهمة بشكل فاعل ومؤثر في نشر الوعي بأهميته وكيفية تطويره في المؤسسات، بما يمكّنها من تحقيق التميّز المستدام والمحافظة على قدراتها التنافسية.
ويتمثل الهدف الأساسي من تنظيم المؤتمر في جعل التعلّم المؤسسي منهجًا متكاملًا لتخطيط وتوجيه التغيير، وتحويله إلى طرق وآليات فعَّالة تساعد المؤسسات على تحقيق معايير الفاعلية في الاستجابة للفُرص وبالتالي الاستمرار في التقدُّم والنمو.