دبي – جمال أبو سمرا
كشفت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي عن إنشاء شبكة للتواصل الاجتماعي تجمع كل القيادات التربوية في المدارس الخاصة في دبي، لتبادل الخبرات والتجارب والتفاعل المستمر من جهة، وبين هيئة المعرفة من جهة أخرى، كذلك أعلنت عن دمج فنون الزراعة داخل الحرم المدرسي في 45 مدرسة في دبي، وذلك وفق رئيس مجلس المديرين مدير عام الهيئة، الدكتور عبد الله الكرم، خلال ملتقى "معًا نرتقي بالعلوم والفنون"، الذي عقد في دبي الاثنين.
وأوضح الكرم إن شبكة التواصل الاجتماعي الجديدة، التي ستنشئها وتشرف عليها الهيئة، ستكون بمثابة منصة إلكترونية تجمع كل أطراف العملية التعليمية في قطاع التعليم الخاص بدبي، حيث تجمع قيادات 173 مدرسة خاصة مع الهيئة.
وتابع أن المنصة الإلكترونية تتيح تعزيز التفاعل بين الهيئة من جهة وبين المدارس الخاصة من جهة أخرى، حيث سيتم إنشاؤها عبر شبكة "Yammer" وهي شبكة عالمية للتواصل الاجتماعي تستخدم لأغراض العمل، وأشار إلى أن تدشين هذه المنصة التفاعلية يعزز جهود الهيئة في ميدان الحكومة الذكية، كما يؤسس لمزيد من التواصل المؤسسي الفعال والإيجابي بين المدارس الخاصة بدبي، في مختلف المجالات الوثيقة الصلة بأعمالها من جهة، وبين هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي من جهة أخرى، لاسيما أن المنصة تتيح للمدارس فتح باب النقاش حول أي موضوع أو فكرة، أو مشاركة الجهود والأفكار حول أي مشروع تنفذه أي مدرسة خاصة في دبي".
وأشار الكرم إلى أن 45 مدرسة خاصة في دبي، تمثل أكثر من 25% من إجمالي المدارس الخاصة، طبقت مبادرة طلابية لممارسة الزراعة من أجل طعام صحي داخل الحرم المدرسي، وذلك تفعيلًا لجهود الهيئة في تعزيز ثقافة ربط المنهاج التعليمي بالممارسات العملية.
وأكد تربويون بمدارس خاصة في دبي أن تطوير مهارات الطلبة في القرن الـ21 يأتي عبر إيجاد نموذج "الطالب الشامل"، الذي يقود بيئة التعلّم ضمن منهاج تعليمي مدمج، معتبرين أن الربط بين المواد التعليمية كالرياضيات والعلوم والفنون، والانتقال من الدروس التقليدية إلى التعرف على كيفية توجيه شخصيات الطلبة في أعمالهم، وإعداد بيئة تعلم تعتمد أساليب عملية وتحفيزية من شأنها المساهمة في تطوير مهارات الطلبة في مادَتي العلوم والرياضيات.
وطالب التربويون بضرورة ربط الفنون المختلفة بمادتي العلوم والرياضيات، بما يعد فرصة ذهبية للمعلمين والمتعلمين نحو تبني طرق تعليمية مبتكرة تعزّز من مستوى إدراك الطلبة للمفاهيم العلمية، وتحفز التفكير الابداعي والناقد لديهم.
وذكر الكرم إن المدارس الخاصة بدبي تحرص على الاهتمام بتدريس الرياضيات والعلوم عبر تحفيز الطلبة وتشجيعهم، بما يساهم في بلوغ محاور الأجندة الوطنية للدولة، لذا يركز الملتقى على إيجاد وسائل مبتكرة لتدريس العلوم، ومن بينها ممارسة أنشطة الزراعة، إضافة إلى استعراض التجارب المحلية والدولية في هذا الجانب.
وتشير الدراسات إلى أن ممارسة أعمال الزراعة داخل الحرم المدرسي، من شأنها تحفيز تعلم وإدراك الطلبة للمفاهيم العلمية، وتحقيق نتائج متميزة ضمن البيئة المدرسية.
وأوضحت رئيسة المشاركة المجتمعية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، موزة السويدي، إن التجارب الإيجابية للمدارس الخاصة التي تم عرضها خلال ملتقى "معًا نرتقي بالعلوم والفنون" تعكس حرص المدارس والمعلمين على تنفيذ عمليات ربط مبتكرة بين مختلف المواد الدراسية، لاسيما بين العلوم والفنون، ما يدعم من مهارات طلبتنا، ويساهم بدوره في تحفيز الابتكار داخل الصف الدراسي، بما يتماشى مع استراتيجية دبي للابتكار والأجندة الوطنية لدولة الإمارات 2021.
وشهد الملتقى عرض مشروعات متميزة تم تنفيذها داخل الفصول الدراسية بدبي، وذلك انطلاقًا من كون ملتقيات "معًا نرتقي" هي بمثابة منصة للتعاون وتشارك أفضل الممارسات بين المدارس الخاصة. وتعد ملتقيات "معًا نرتقي" منصة متكاملة لتشارك الممارسات الإيجابية وتسهم في بناء مشهد تعليمي تجتمع فيه المدارس الخاصة على نحو دوري لتبادل أفضل الممارسات وتقديم الدعم والإرشاد لبعضها بعضًا، والاستفادة من التجارب الدولية في التعليم والتعلم، من خلال مشاركة متحدثين دوليين من ذوي التجارب المتميزة من أجل إثراء الأفكار وبناء الممارسة المستقبلية للمدارس الخاصة في دبي