لندن ـ كاتيا حداد
أعلن مؤسس موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي, مارك زوكربيرج، العام 2015 عامًا للكتب, عبر قراءة كتاب كل أسبوعين ومناقشته من خلال الموقع.
يدافع أنصار الرقميات عن أشكال أنشطة وتعبيرات العالم التقليدية, مما يشير إلى أنَّ قراءة الكتب وثقافتنا الإعلامية الاجتماعية من الممكن أنَّ يسيرا جنبًا إلى جنب.
ولكن لا يمكن مقارنة رائحة الأوراق الجديد وإثارة تقليب الصفحات بالضغط على زر إليكتروني لموقع "Kindle" للقراءة الإلكترونية, ولكن نظرًا إلى انخفاض تكلفة الكتب غير المطبوعة, وقعت المكتبات في بريطانيا وبائعي الكتب المستقلة في منافسة أكثر شراسة من أي وقت مضى.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو؛ هل يقرأ الشباب، وإذا لم يكونوا كذلك، ما الذي يشجع أحد الشباب لالتقاط كتاب والقراءة فيه خلال 2015؟ نحن نعيش في عصر المشاركة, وما كان يعتبر في الماضي تجربة خاصة أصبح الآن معلن للجمهور, ويبدو من الصعب هذه الأيام الحكم على أحد الكتب من خلال الغلاف أو تصفح كلماته، ولكن من خلال فحص تصنيفه على موقع "Goodreads".
ببساطة، فإنَّ طبيعة القراءة تتغير، والمكتبات المستقلة التي لاتزال مزدهرة تتبني هذا التغير.
تعد مكتبة "Beerwolf" مثالًا حيًّا على ذلك فهي حانة مضاءة بشكل خافت في فالماوث، كورنوال, وأصحابها من عشاق الكتاب والبيرة، فقاموا بخلق مناخ مشجع لقراءة الكتب الرائعة وكذلك للتنشئة الاجتماعية.
وأكد مدير بار "إيلي": "بعض الناس يأتون من أجل القراءة وينتهي بهم الحال بتناول بعض المشروبات, والبعض الآخر يأتي من أجل الشراب وينتهي به الحال بشراء كمية كبيرة من الكتب".
وأكد المالكان, أليس ودوم, حماسهم للجِعة الأصلية والكتب الجميلة, وتهتم أليس بشكل كبير بأنَّ يقرأ الناس كتب حقيقية, وليست مجرد تطبيقات على هواتفهم الذكية, ومعرفتها بالكتب مدهشة حقًا.
وأضاف دوم: "لقد بدأنا رحلتنا من خلال فتح مكتبة لبيع الكتب في مرآب لتصليح السيارات في سوفولك، واعتدنا الذهاب إلى الحانة طوال الوقت, وانتقلنا بعد ذلك إلى فالماوث، واشترينا المبنى، وفتحنا حانة منذ عامين, وفي ذاك الوقت لم يكن لدي سوى اهتمامين؛ هما قراءة الكتب وتناول البيرة".
ولم تحظ حانات الكتب فقط بمساحات اجتماعية كبيرة, فتشارك القراءة نفس المنصة مثل "beauty gurus" و"vloggers", وكذلك قنوات الأخبار, ويقوم معظم المراهقين بتوثيق خبرات قرآتهم, وكذلك ترشيح ما يجب قراءته وكذلك يضعون أهداف كبيرة للكتب التي يودون قراءتها لمتابعيهم عبر الشبكات الاجتماعية.
وصرحت مؤسسة "BookTube" عبر الإنترنت، لورا فوغان: "عرض الكتب من خلال "BookTube" يمكّن الأجيال الجديدة من الشباب للمشاركة في أنشطة القراءة, فيلتقي الشباب من كل الثقافات لتقييم الكتب وعمل صداقات أيضًا, وهو ما يعد أيضًا إعادة تجديد حب لصناعة, ادعى البعض أنها ماتت, ويكشف ارتفاع أصوات متحدثين "BookTuber" عن كيفية تبني القراءة للطرق الحديثة المناسبة, فيجلس المراهقين والبالغين أمام "BookTube" ويتحدثون عن قائمة قرآتهم, من خلال الكاميرا التي تعرض مجموعة هائلة من الكتب في الخلفية, وسواء كانوا يتحدثون عن "Jane Eyre" أو "Twilight saga" فهذا يدعو للتفاؤل.
يفسر شباب اليوم القراءة كممارسة اجتماعية, ولا تعتبر فقط اختيار كتب وقراءتها, ولكن تعتبر وسيلة للتفاعل أيضًا, وطالما هناك منصات للتشارك، سواء أثناء احتساء الجعة أو من خلال شاشة "آي فون"، فسيكون هناك قراء, هذا ما يجب على المكتبات ومحال الكتب تبنيه بحكمة.