خبير التعليم والإبداع السير كين روبنسون

أكد خبير التعليم والإبداع، السير كين روبنسون، أن كلمة السر لمجابهة التحديات التي تواجه النظم التعليمية والتربوية عالميًا أمام التطور البشري، تتمثل في الارتقاء بالقدرات الابتكارية، فلم تتمكن المجتمعات والحكومات، من رفع تلك التحديات وتقليصها، إلا من خلال تنمية تلك القدرات وتوظيفها وفق المتغيرات العالمية في التعليم، فينبغي تعديل النظم التعليمية وبناءها على أسس الخيال والابتكار والابداع، حيث إن الخيال يمثل قدرة الشخص على التفكير المتعمق، والتنبؤ بالاشياء التي قد تحدث في المستقبل، فيما يمثل الابتكار الترجمة الواقعية للخيال الفكري لدى الانسان .

أضاف روبنسون في جلسته التي جاءت في عنوان "هل تقضي مدارس اليوم على الابتكار"، ضمن فعاليات القمة الحكومية الثالثة، التي انطلقت أمس في دبي، إن المدارس في حاجة إلى برامج إبداعية متخصصة تحاكي في مضمونها الواقع الخيالي للطالب، إذ إن الموهبة الإنسانية موجودة لدى كل طالب، ولكنها تحتاج إلى من يتعامل معها بعمق من خلال برامج تحتوي على مادة علمية تستطيع أن تغوص في فكر الطالب لتكتشف مهاراته ومواهبه .

وأشار إلى أن هناك حاجة ملحّة لإحداث نقلة نوعية في التحوّل من المناهج الموحّدة إلى تجارب تعليم مصممة خصيصًا لتلبية فضول الطالب وشحن طاقة الإبداع فيه . ووصف العصر الذي نعيشه بالعصر الثوري، ويرجع ذلك لحقيقة أن عدد السكان على وجه الأرض حاليًا هو 10% من كافة البشر الذين وجدوا على ظهر الأرض منذ التاريخ، وهو العصر الأكثر كثافة سكانية على مر العصور .

وأفاد أن وجود البرامج الابداعية وحدها لاتكفي لبناء أجيال تحاكي الابتكار والابداع، بل تحتاج المدارس أيضًا إلى أشخاص متخصصين، يتمتعون بعقول وأفكار ابتكارية تستطيع تطبيق تلك البرامج وفق وسائل تتلاءم ومهارات وقدرات الطلبة .

وتابع روبنسونمشكلتنا الحقيقية التي أدت إلى فشل معظم خطط وبرامج التعليم حول العالم، لا تكمن في أننا نطلب المستحيل فلا نحققه، بل في أننا نطلب القليل ونحققه. وذلك لأن التخيل هو مصدر كل إنجاز، وهو المصدر الذي نهدره دائمًا . ويؤكد أن الموارد البشرية مثل الموارد الطبيعية، مدفونة في أعماق البشرية ولن نستطيع اكتشافها بنظرة عابرة وسطحية، بل علينا أن نغوص ونبحث عنها داخل الناس، وأن نهيئ الظروف التي تحفزهم على التعبير عن أنفسهم وعن مواهبهم ومواطن قوتهم . وأضاف أن الابتكار يشكل مرتكزًا أساسًا في بناء أجيال المستقبل، ليصبح لديهم وسائل متجددة تجابه التحديات، وتتماشى مع الثورة التكنولوجية، وتواكب المتغيرات المتسارعة في قطاع التعليم عالمياً، فينبغي أن تعمل المدارس على التطوير المستمر للابتكار ووسائله التي تعزز الحصول على مخرجات الابتكار والابداع .