ابوظبي- فهد الحوسني
شهد ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في مجلسه الرمضاني مساء الاثنين محاضرة لمدير التعليم والمهارات والمستشار الخاص للأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للسياسة التربوية في باريس الدكتور أندرياس شلايشر، بعنوان "أداء تعليمي قوي وإصلاحات تربوية ناجحة، كيف نبني الأنظمة التربوية في القرن الحادي والعشرين".
وأوضح المحاضر أن التطورات التعليمة والتقنية التي حققتها الإمارات في نظامها التعليمي واكتساب المهارات التعليمية العالمية وتوظيف الإمكانات اللازمة للنهوض بالعملية التعليمية في الدولة ستسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للدولة بمعدلات كبيرة نتيجة استخدام التقنية العالية، مشيرًا إلى أنه مازال أمام الإمارات كغيرها من الدول المتقدمة في مجال التعليم خطوات كبيرة لبناء منظومة تعليمية متكاملة.
وشدد المحاضر على أهمية المساواة في مجال التعليم وإتاحة الفرصة أمام جميع فئات المجتمع للانخراط في التعليم واجتذاب المهارات التعليمية العالية إلى سلك التدريس وتوفير كل الإمكانات المادية والعلمية لاجتذابهم إلى هذا المجال إضافة إلى رعاية المواهب، مشيرًا إلى أن الكثير من الطلاب المتفوقين جاؤوا من بيئة فقيرة.
وتناول محاور عدة شملت أهم التغيرات فيما يتعلق بالطلب على المعرفة والمهارات وما هي انعكاسات ذلك على المناهج الدراسية وعلى علوم أصول التدريس والتربية وعلى مهنة التدريس والتحسينات التي تم إدخالها على جودة مخرجات التعليم حول العالم وما هي المحركات الرئيسية لسياسات تحسين نوعية المدارس وفعالياتها وضمان إنصافها.
وشملت المحاور كيفية زيادة فاعلية هذه المحركات من أجل تحسين شامل لأنظمة المدارس وتنفيذ إصلاح ناجح، إضافة إلى الاقتصاد السياسي للإصلاح التعليمي.
وأكد المحاضر أن النظام الاقتصادي العالمي يواجه تحديات كبيرة نتيجة التقدم الذي حققته الكثير من البلدان في النظام التعليمي والتطورات العلمية والتقنية التي حققتها في مجال الكمبيوتر والريبورتات والتي ستتسبب في إلغاء حوالي 50% من الوظائف التي كان يشغلها الإنسان خلال 20 عامًا مقبلًا.
وأفاد أن برنامج تقييم الطلبة الدوليين يساعد الدول على رؤية أنفسها في مرآة النتائج والفرص التربوية التي يقدمها القادة التربويون في العالم، وتظهر النتائج بأن جودة التعليم في بلد ما هي مؤشر قوي للثروة التي سيجنيها ذلك البلد على المدى البعيد أو بعبارة أخرى فإن المخرجات الاقتصادية التي نخسرها بسبب رداءة السياسات والممارسات التربوية تقود الكثير من البلدان إلى ما يمكن أن يصل إلى حالة دائمة من الكساد الاقتصادي، وهو كساد غالبًا ما يكون أشد وطأة من الذي تسببت به الأزمة المالية في بداية الألفية.
وتابع "هذا يطرح السؤال حول ما يمكننا أن نتعلمه من الأنظمة التربوية في المدارس الأعلى أداء في العالم، ونتفق جميعنا على أن التعليم مهم ولكن الاختبار الحقيقي لأهميته لا يظهر إلا عندما يوضع التعليم في موازاة أولويات أخرى".
وأضاف "تعلمنا من برنامج تقييم الطلبة الدوليين أن القادة في المدارس الأعلى أداء علموا مواطنيهم النظر إلى التعليم والمستقبل على أنهما أثمن بكثير من الحاجات الاستهلاكية اليومية".
وأكد شلايشر أن إعطاء التعليم أهمية كبيرة ليس سوى طرف من المعادلة والطرف الثاني هو الاعتقاد بالإمكانيات التي بوسع جميع الأطفال تحقيقها، مفيدًا "المثير للاهتمام هو أن الكثير من الأنظمة التربوية الأعلى أداء تتمتع بأداء قوي ومتكافئ بمعنى أن جميع الطلاب من جميع الخلفيات الاجتماعية يحرزون تحصيلاً دراسيا عالياً، كما أن الأنظمة التربوية الأعلى أداء تشترك فيما بينها بمعاييرها الواضحة والطموحة، فالجميع يعلم ما المطلوب منه لكي يحصل على المؤهل الدراسي الذي يريده".
وشدد الدكتور أندرياس شلايشر على أن تقوم الأنظمة التربوية الأعلى أداء بمواءمة سياساتها وممارساتها في جميع جوانب النظام فتجعلها مترابطة على مدار فترات زمنية طويلة وتحرص على تنفيذها بشكل منسجم وثابت.