دبي – جمال أبو سمرا
أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أنها بصدد الإعلان عن قرارات تلزم مؤسسات التعليم العالي في الدولة باتباع خطوات وآليات محددة، للوصول بالطلاب والهيئات التدريسية إلى مستويات عالية الكفاءة وإعدادهم كقادة، فيما أكد أكاديميون ورؤساء جامعات أن مبادرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، المتعلقة باختيار وزراء من الطلاب والخرجين، فرضت التحدي والمنافسة بين المؤسسات التعليمية في الدولة وفتحت المجال أمام الشباب لتحقيق طموحاتهم.
وأفاد مستشار وزير التعليم العالي، سيف المزروعي، بأن مبادرته تعزز التنافس بين مؤسسات التعليم الجامعي في الدولة، كما أنها تعبر عن ثقته بها وبمخرجاتها التعليمية.
وتابع "تعمل الوزارة على إعداد آليات وبرامج ستعمم على الجامعات قريبًا، تلزمها باتباع خطوات محددة للوصول إلى أعلى مستوى من التنافسية، وإعداد الطلاب ليصبحوا قادة في المستقبل القريب، وتوفير برامج لتطوير مهارات الطلاب والهيئات التدريسية في المؤسسات الجامعية، بما يدعم قدرتهم على الابتكار والإبداع".
وأكد رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، الدكتور منصور العور، اختيار ستة من الطلاب والخرجين، عقب الإعلان عن المبادرة بنحو ساعة واحدة، بواقع ثلاثة طلاب وثلاثة خريجين، نصفهم من النساء، وفق معايير الكفاءة والتفوق العلمي والدراسي، والانضباط، وممن لهم أثر ونشاط صفي ولا صفيًا، ممن ظهرت قدراتهم في خدمة المجتمع.
وذكر مدير مجمع كليات التقنية العليا، الدكتور عبداللطيف الشامسي، إن مبادرة الشيخ محمد بن راشد لاختيار أحد شباب أو شابات جامعات الدولة ليكون وزيرًا في حكومة الدولة وممثلًا لقضايا وطموحات الشباب، تعكس الفكر الريادي لسموه وإيمانه العميق بشباب الإمارات وبقدراتهم وإمكاناتهم العلمية والفكرية والقيادية.
وأضاف الشامسي أن المبادرة أطلقت الحماسة في نفوس الشباب بشكل كبير، ليمثلوا جيلهم وقضاياه وطموحاته، لافتًا إلى أنهم بدؤوا بالتواصل والتفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ويتمنى كل منهم أن يكون بين المرشحين لنيل هذا الشرف العظيم.
وأكد أن جيل اليوم هو جيل مختلف، يمتلك فكرًا مختلفًا، ولديه ذكاء ومهارات وإمكانات خاصة، كما أنه متعدد المواهب والقدرات، كونه يعيش في عالم مفتوح محاط بالتكنولوجيا التي يتفاعل معها يوميًا.
وذكر رئيس مجلس المديرين، مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، الدكتور عبدالله الكرم، إن الدولة تزخر بالكفاءات الشابة التي حظيت برعاية واهتمام قيادتنا، منذ نشأة اتحاد الإمارات التي باتت نموذجًا يحتذى في إسعاد كل من يعيش على أرضها.
وتابع "تأتي المبادرة لتضيف إلى دولتنا طاقات من الدارسين في الجامعات، أو من الخريجين الجدد المفعمين بالنشاط والطموح لرد الجميل لدولتهم".
وذكرتت وزيرة التنمية والتعاون الدولي، رئيسة جامعة زايد، الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، إن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد تترجم استراتيجية الحكومة، المرتكزة على تعزيز الاستثمار في الشباب إلى أبعد حد، ومنحهم فرصًا للتسابق نحو التفوق والتميز وتعزيز فاعليتهم في رسم خارطة المستقبل.
وأكدت أن المبادرة من شأنها رفع مستوى شباب الدولة إلى أعلى مستويات صنع القرار، باعتبار أن هذه المسؤولية في أعلى درجاتها هي تكليف أكثر منها تشريفًا، وهو ما يجسد، قولًا وفعلًا، رؤية الدولة للشباب بأنهم صانعو المستقبل.
وشددت أن المبادرة تمثل في وجه من وجوهها رسالة واضحة إلى طلاب وطالبات جامعة زايد بأن القيادة الرشيدة حريصة على إشراكهم في الرأي والمسؤولية، وتطلب منهم الجد والمثابرة وشحذ الهمة إلى أقصاها، لأن لهم دورًا في تنمية الوطن.
وأشارت إلى أن جامعة زايد تهيئ طلبتها لتحمل المسؤولية، إذ تطور باستمرار نَسَقًا تعليميًا شاملًا ومتجددًا، يبث فيهم روح التفوق والتميز والتنافس، ويصقل شخصياتهم بالتجارب والممارسات ومهارات القيادة، ويوفر لهم بيئة أكاديمية ومجتمعًا جامعيًا فريدًا يرمي إلى بناء الطالب بناءً شموليًا إنسانيًا، يتكامل فيه التحصيل الدراسي والنبوغ الأكاديمي والبحثي مع تعزيز الإيمان بالمسؤولية المجتمعية بالتفاعل المخلص مع اهتمامات المجتمع والوطن.
وذكر مدير جامعة زايد، الأستاذ الدكتور رياض المهيدب، إن المبادرة توفر رؤية واضحة للمستقبل، وتحث على رفد استراتيجية الجامعة بمفاهيم ومرتكزات جديدة، في ما يتعلق بالتكوين العلمي والقيادي لخريجينا من الشبان والشابات.
وأضاف أن الجامعة كونت فريق عمل يعكف حاليًا على تدارس الرؤية التي طرحها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عبر هذه المبادرة الجديدة، إذ يقيم الفريق ويراجع المسارات الدراسية والقيادية للطلبة وكذلك الخريجين والخريجات حديثي التخرج، لاختيار من تتوافق مقوماته في التفوق والتميز مع الرؤية التي طرحتها المبادرة.
وأكد مدير عام قرية المعرفة ومدينة دبي الأكاديمية، الدكتور أيوب كاظم، أن المبادرة تعد عبقرية في جوهرها، حيث تستغل طاقات شابة ناجحة في إدارة قطاعات حيوية في الدولة، مشيرًا إلى أنه سيتم التعميم على الجامعات في المناطق الحرة بتقديم برامج تدريبية للطلاب في مجالات القيادة، لتأهيلهم لأن يصبحوا وزراء وقادة المستقبل، وكذلك تضمين هذه المهارات في المناهج.