بيروت ـ فادي سماحة
أطلقت شركة "آي تي ووركس التعليمية"، الرائدة في مجال توفير حلول التعليم التكنولوجية التي تلبي احتياجات مؤسسات التعليم الابتدائي والثانوي من حول العالم، منصة تقنية مبتكرة ومتكاملة للتعليم الإلكتروني لأطفال اللاجئين السوريين المحتاجين في لبنان.
وترتكز هذه المبادرة التعليمية غير التقليدية على قوة التكنولوجيا المبسطة ودينامكياتها، وتمّ تصميمها بما يسهّل وصول المستخدم لفرص التعليم الذاتي من دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة كتلك التي ترافق البنية التحتية التقليدية للتعليم الرسمي مثل المباني المدرسية والجهاز التعليمي الواسع من المتخصصين والمدرسين كما تسعى هذه المبادرة إلى تلبية احتياجات أطفال اللاجئين السوريين وتستثمر في إمكانياتهم في مواجهة للتحديات التي تعترضهم بعيدًا عن بلدهم.
تتيح منصة "وينجيغو" الإلكترونية، تجربة تعليمية مفتوحة تقرّب الأطفال اللاجئين من الفرص التعليمية المستدامة، وبناء على إمكاناته الكبيرة في توفير التعليم عبر الحدود، سيُطلق البرنامج التعليمي بالشراكة مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص للتعليم العالمي ورئيس الوزراء السابق في بريطانيا غوردن براون، وسفير بريطانيا السابق لدى لبنان ومدير الإستراتيجية العالمية لتحالف الأعمال العالمي للتعليم حاليًا توم فليتشر، والتي تُعتبر "آي تي ووركس التعليمية" عضوًا فيه.
وتحظى "آي تي ووركس التعليمية"، وهي فرع من الشركة العالمية "آي تي ووركس" المتخصصة في مجال البرمجيات ومقرها الرئيسي في مصر، بدعم صندوق "يورومينا" للأسهم الخاصة الذي أنشئ عام 2006 بمشاركة من بنك الاستثمار الأوروبي وبروباركو.
ويعتبر صندوق "يورومينا" أكبر مساهم في "آي تي ووركس" حاليًا، بالإضافة غإى استثماره منذ نشأته في أكثر من 10 شركات متنوعة في أفريقيا والمشرق العربي.
وأفاد المدير الشريك لصندوق "يورومينا" رومن ماثيو: "على الرغم من أن المهمة الأساسية ليورومينا تتمثل في استثمار رأس المال في الشركات الواعدة في جميع أنحاء المنطقة، فإن ذلك لا ينفي مسؤوليتنا الاجتماعية تجاه الأقلّ حظاً في المجتمعات التي نعمل فيها".
وأضاف ماثيو: "مع الأحداث المؤسفة التي تشهدها سورية وتداعيات الصراع في جميع أنحاء المنطقة، وجدنا من البديهي استخدام رأس مالنا للاستثمار في آي تي ووركس التعليمية، وهي المؤسسة التي تقوم بعمل جبّار لضمان حصول الجميع، بما في ذلك اللاجئين السوريين الأطفال، على فرص التعليم الابتدائي".
وبادرت "آي تي ووركس التعليمية" بتصميمها منصة التعليم الإلكتروني "وينجيغو"، إلى اتخاذ التدابير الكاملة لإنشاء مدارس افتراضية عبر نقاط اتصال إستراتيجية تتمحور حول المحتوى الرقمي للمناهج التعليمية، وتوفير مراكز ذكية للتعليم التكنولوجي، تتيح للجميع فرصة التعلّم عن طريق الانترنت أو حتى من دون الاستعانة بشبكة الانترنت.
وستتواجد هذه المراكز التعليمية داخل مخيمات اللاجئين في مواجهة لتحديات التنقل التي تعترض المقيمين في المخيمات، وسيعتمد العمل فيها على التعاون الجماعي بين فئات المجتمع والمعلمين المتطوعين من جميع أنحاء العالم لتزويد الأطفال بتجربة التعليم التي يستحقونها.
وعملت "آي تي ووركس التعليمية" على ضمان تصميم حل تكنولوجي متكامل وشامل يجمع كل العناصر التي تسمح بخوض المستخدمين تجربة تعليم فعالة.
وقد الشركة في أيلول / سبتمبر الماضي، أول نسخة تجريبية ناجحة لهذا البرنامج التعليمي الافتراضي بالتعاون مع مدرسة "سعدنايل"، الواقعة في مخيم للاجئين في مدينة شتورة اللبنانية، بالقرب من الحدود السورية، وتأمل الشركة بأن يتكرّر هذا النجاح في مخيمات اللاجئين السوريين في كل لبنان والمنطقة.
وذكر الرئيس التنفيذي لـ"آي تي ووركس التعليمية" حاتم سلام: "من المقلق ما يواجهه العالم اليوم من عراقيل تستوجب التصدي لها بفعالية وبشكل استباقي من قبلنا كمؤسسات فاعلة بمبادراتها، من أجل استدامة التعليم للجميع، وتحقيق التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية"
وتابع سلام: "أكثر من 50% من مجمل أربعة ملايين لاجئ سوري اليوم هم من الأطفال الذين فقدوا كل شيء، لكنهم في الوقت نفسه أطفال يملكون كل شيء ليحققوا تقدمهم، أيا تكن الحدود وفرص الحصول على التعليم، يبقى التعليم السلاح الأساسي الذي يستطيع جيل الغد التمسك به لمستقبل أفضل بعيدًا من الصراعات الحالية وظروفها المؤلمة".
وأردف: "من أجل أن يصبح هؤلاء اللاجئين أعضاء فاعلين في اقتصاد قائم على المعرفة، يجب تجهيزهم بأدوات التعليم والتنمية الشخصية والحلول التي يمكن أن تفتح لهم أبواب الفرص المستقبلية على أساس الجدارة والعمل الجادّ، بدلًا من الحصول على المساعدة المالية والتقنية فحسب"
وبيّن أن حلّ التعليم الإلكتروني المقدم من "آي تي ووركس التعليمية" يندرج تحت عنوان أكبر من "مدرسة بلا حدود"، إذ يُعنى بخدمة المجتمعات التي تعاني من نقص في جميع أنحاء العالم.
ويُفيد تقييم تربوي صدر مؤخرًا، أن 80% من أطفال اللاجئين السوريين في لبنان غير مسجلين في المدارس، وأن 56% من الأطفال السوريين الذين هم في سن الالتحاق بالمدرسة لا يتلقون التعليم في الأردن.
وتشير تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى أن 20% من أطفال اللاجئين السوريين، ممّن تزيد أعمار معظمهم عن 12 عامًا يتسرّبون من المدارس في لبنان، وفي تركيا يعيش حوالي 80% من السوريين خارج مخيمات اللاجئين، لكنهم يواجهون حاجز اللغة التي تعيق إمكانية التحاقهم بالمدرسة.
وحدّدت "آي تي ووركس التعليمية"، العديد من التحديات التي تواجه أطفال اللاجئين السوريين، بما في ذلك القدرات الاستيعابية المحدودة للمدارس، صعوبات التنقل، الاختلافات الظاهرة في المناهج التعليمية واللغات المعتمدة، التمييز ضد الأطفال، غياب الأوراق الرسمية والوثائق الخاصة بالأهل والأطفال، وعدم كفاية خلفيات المعلمين وتجاربهم. ويهدف مشروع التعليم الالكتروني لـ"آي تي ووركس التعليمية" إلى التصدي لكل هذه التحديات وتلبية حق الأطفال السوريين في التعليم رغم العقبات الأمنية والاقتصادية.
وانضمت "آي تي ووركس التعليمية" إلى 29 شركة أخرى في حملة يطلقها "تحالف الأعمال العالمي للتعليم" بهدف إدخال مليون طفل من اللاجئين السوريين إلى المدارس في كل من لبنان والأردن وتركيا.
وأفاد اجتماع تحالف الأعمال العالمي للتعليم الذي عقد في دولة الإمارات العربية المتحدة، بأن الشركات المتضامنة تعمل جنبًا إلى جنب مع الأمم المتحدة وجهات مانحة وخبراء إقليميين ودوليين رئيسيين.
وصرّح مدير الإستراتيجية العالمية في تحالف الأعمال العالمي للتعليم توم فليتشر: "يسعدني انضمام آي تي ووركس التعليمية إلى تحالف الأعمال العالمي للتعليم، والعمل إلى جانب مجموعة متنامية من الشركات المصممة على تقديم إبداعاتها وشبكاتها وبراعتها لخدمة الجهود الرامية إلى إدخال 59 مليون طفل إلى المدرسة في جميع أنحاء العالم".
واسترسل فليتشر: "درك جميعًا أن هذا الجهد لا يمكن أن تقوده الحكومات والمنظمات غير الحكومية وحدها لذا نحيي هذه الخطوة التنموية التي تصب في نشر التعليم".
وتتميز "آي تي ووركس التعليمية" كشريك تعليمي استراتيجي لمايكروسوفت، بسجل حافل في تقديم حلول مبرمجة متخصصة في جميع أنحاء منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وحققت الشركة نجاحات متنوعة على هذا الصعيد في أكثر من 1500 مدرسة، وتُمكّن حلول "آي تي ووركس التعليمية" السلطات التعليمية والمدارس الخاصة والعامة، والكليات ومؤسسات التعليم العالي، من تحقيق رؤية التعليم الإلكتروني الخاصة بكل من هذه الجهات.