أبوظبي – صوت الإمارات
شهدت مدارس حكومية وخاصة في إمارات الدولة، الأحد، نسب غياب متفاوتة بين الطلبة مع بدء العام الدراسي الجديد، راوحت بين 25 و60%، إذ أكد مديرو مدارس أن نسب الغياب التي شهدت المدارس، الأحد، تعود إلى أسباب عدة، منها تأخر تسلم الكتب المدرسية، وغياب الإجراءات الرادعة، وعقد امتحانات الدور الثاني التي تجري في المدارس، وعدم مبالاة ذوي طلبة بدوام أبنائهم.
وأكدت وزارة التربية والتعليم أنها ستنتهي من توريد كل الكتب المدرسية للصفوف الدراسية المختلفة بنهاية الأسبوع الجاري، وفق مراحل مختلفة أعدتها الوزارة ضمن خطتها، وفق وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية للتعليم العام، مروان الصوالح، الذي أكد توافر نسخ إلكترونية من المناهج في كل المدارس، تمكّنها من بدء العملية التدريسية من اليوم الأول.
واستقبلت المدارس الحكومية الطلاب خلال اليوم الدراسي الأول بفعاليات مبادرة "مرحباً مدرستي"، وهي يوم مفتوح، تخصص فيه ساعتان لعقد لقاءات للهيئات الإدارية والتعليمية مع الطلبة وذويهم، لبناء جسور للتواصل الإيجابي بين المدرسة والأسرة.
وأفاد مديرو مدارس حكومية في دبي بأن نسب دوام الطلبة خلال اليوم الأول جاءت بمتوسط 75% من إجمالي الطلبة.
وذكر مديرو المدارس إنهم راسلوا ذوي الطلبة المتغيبين وفق الإجراءات المتبعة، لحثهم على دفع أبنائهم إلى الدوام، مؤكدين أن العملية التعلمية لن تنتظر المتغيبين، ولن يتم إعادة شرح ما سيفوتهم بسبب التغيب دون أعذار مقبولة.
وأشاروا إلى أن أبرز أسباب التغيب تعود إلى سلبية ذوي الطلبة في التعامل مع أبنائهم، إضافة إلى انشغال أعداد من الطلبة بامتحانات الإعادة التي بدأت أمس، وسفر البعض في إجازات، يعودون منها خلال إجازة عيد الأضحى المبارك.
وأكد مديرو مدارس خاصة في دبي، أنهم وضعوا خططاً استباقية لإلزام الطلاب بالدوام منذ اليوم الأول، أبرزها التأكيد على بدء العملية التعليمية مباشرة، وعدم انتظار المتكاسلين، إلا أنه رغم ذلك بلغت نسب الغياب أكثر من 30% خلال اليوم الأول.
وأفاد مدير منطقة دبي التعليمية، الدكتور أحمد عيد المنصوري، بأن المنطقة أعدت فرق عمل، جعلتها على أهبة الاستعداد لتأمين احتياجات الميدان التربوي، مشيراً إلى الانتهاء من إنجاز المرحلة الأولى لمتطلبات التعلم الذكي في عدد من المدارس. وأكد أنه تم الانتهاء من أعمال الصيانة للمدارس في منطقة دبي التعليمية.
وشهدت مدارس في أبوظبي التزاماً كبيراً من الطلبة بالدوام المدرسي، صباح الأحد، حيث حرصت الهيئات التدريسية على تخصيص اليوم الأول للتعريف بالطلبة وتوزيعهم على الصفوف، وتسليم الكتب، وإنهاء أي مشكلات متعلقة بالنقل المدرسي، وبعض الأنشطة التربوية الأخرى.
وتفقد المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية في مجلس أبوظبي للتعليم، محمد سالم محمد سالم الظاهري، مدرسة حمدان بن زايد بأبوظبي لمتابعة دوام الطلبة بالمدارس.
وأكد الظاهري أن "المدارس استعدت بالشكل الأمثل لاستقبال الطلبة، بعد أن أنهت عملية تسليم الكتب المدرسية، كما خضع نحو 15 معلماً لبرنامج التنمية المهنية، الذي استمر لمدة أسبوع"، مشيراً إلى أن "البرنامج أسهم في تعزيز المهارات والمعارف الخاصة بالهيئات الإدارية والتدريسية في المدارس من خلال مجموعة من الأنشطة والبرامج التي تدعم هذه الأهداف، وتزويد المعلمين بمختلف أساليب وأدوات التدريس الحديثة، وتعزيز كفاءاتهم وخبراتهم الطويلة في مجال العمل التربوي".
وحث الظاهري الطلبة والطالبات والهيئات التدريسية والإدارية على بذل الجهد والمثابرة في العام الدراسي الجديد، حرصاً على تحقيق أفضل النتائج لاستكمال المنجزات التي حققها المجلس في الفترة السابقة.
ودعاهم إلى "تبني رؤية ورسالة مجلس أبوظبي للتعليم وخطته الاستراتيجية، والحرص على الابتكار، وتطبيق أسلوب القيادة التربوية والتعليم التي تُعنى بتكامل الأدوار بين أفرادها وتطوير أدائهم"، مؤكداً أهمية أن يتسلحوا بالطموح والإصرار على بذل أقصى الجهد والعطاء، من أجل رفعة وتطور التعليم في الإمارة، وتحقيق طموحات الدولة.
وذكرت المدير التنفيذي لقطاع التعليم المدرسي، الدكتورة كريمة مطر المزروعي، بمجلس أبوظبي للتعليم، إنه سيتم تطبيق مادة التربية الأخلاقية على كل مدارس الإمارة العام الدراسي المقبل.
وفي الشارقة، شهدت مدارس حكومية نسب غياب عالية، أمس، مع انطلاق العام الدراسي الجديد، إذ وصلت إلى 60% في المتوسط، مقابل 40% نسبة الغياب في مدارس خاصة، وذلك حسب ما أكده مديرو مدارس حكومية وخاصة في مدينة الشارقة، فضّلوا عدم نشر أسمائهم.
وذكر مديرو مدارس أن كثيراً من الطلبة والطالبات تغيبوا عن المدرسة، أمس، دون أسباب طبية أو مرضية، عازين النسبة الكبيرة في الغياب إلى أربعة أسباب رئيسة، أولها عدم وجود قرارات وإجراءات رادعة وحاسمة من قبل وزارة التربية والتعليم لمنع تكرار ظاهرة غياب الطلبة عن المدارس مع بدء العام الدراسي وبعد الإجازات الرسمية، وعدم تمكين إدارات المدارس من وضع حد للظواهر التربوية السلبية التي تدفع الطلبة إلى الغياب، إذ إن لوائح السلوك لا تطبق بالشكل المطلوب، كفصل الطالب الذي يتغيب عن صفوف الدراسة لمدة 10 أيام متصلة أو 15 يوماً منفصلة.
وثاني الأسباب عدم وصول الكتب والمناهج الدراسية الجديدة للصفوف من الأول حتى الثاني عشر إلى المدارس حتى الآن، فيما قالوا إن السبب الثالث يرجع إلى امتحانات الدور الثاني التي تجري في المدارس، ما خلقاً نوع من عدم الاستقرار داخل الصفوف، إذ إن الطلبة الذين يؤدون الامتحانات لا يعرفون مصيرهم، وفي أي صفوف سينتقلون، خصوصاً الطلبة المنتقلين من الصف التاسع إلى العاشر، وأن ذلك شتت إدارات مدارس ما بين إجراء تلك الامتحانات واستقبال الطلبة الجدد وتسكينهم في الفصول المختلفة، فيما يكمن السبب الرابع في عدم مبالاة ذوي الطلبة، الذين اعتادوا على ثقافة عدم إحضار أبنائهم في الأسبوع الأول من الدراسة.
وأكد مديرو مدارس ضرورة تعاون الأسرة والمدرسة والمنطقة التعليمية ووزارة التربية والتعليم، حتى يتم القضاء على هذه الظواهر السلبية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى آباء الطلبة من عدم أهمية الأسبوع الأول من الدراسة، وعدم تمكينهم من غرس مفاهيم خاطئة في عقول أبنائهم، مثل حثهم على الغياب أو عدم الانضباط في المدرسة بعد انتهاء أيام الإجازات الرسمية، وذلك حرصاً على مصلحة أبنائهم.
وأضافوا أن عدم الاستقرار في انتظام الطلبة سيستمر حتى انتهاء امتحانات طلبة الدور الثاني، وظهور نتائجهم يوم الأحد المقبل، وأن نسب الغياب بين الطلبة ستزيد الأسبوع المقبل، بسبب عدم وصول الكتب الجديدة من الوزارة، مؤكدين أن الوزارة تأخرت في توزيع الكتب ووصولها إلى المدارس، إذ كيف يمكن تدريس الطلبة في الفصول دون كتب ومناهج دراسية جديدة، والتي من المتوقع أن تصل إلى المدارس بعد 10 أيام من الآن، أي قبل يومين فقط من بدء إجازة عيد الأضحى.
وأشاروا إلى أن الوزارة لم تسد حتى الآن الشواغر التدريسية الموجودة في المواد الثلاث الجديدة التي أقرتها هذا العام، وهي مواد التصميم الإبداعي والابتكار، ومهارات الحياة، وريادة الأعمال.
وذكرت مديرة مدرسة الاستقلال الخاصة في الشارقة، شهرزاد حوارنة، أن نسبة الحضور في مدرستها زادت على 60%، وأن عدم وصول الكتب قد يعيق انتظام الطلبة بالشكل المطلوب خلال الأسبوعين الجاري والمقبل، مطالبة بسرعة توزيع كتب ومناهج الوزارة على المدارس، من أجل انتظام الدراسة والطلبة.
وفي رأس الخيمة، سجلت مدارس حكومية نسب غياب متفاوتة بين طلبة المدارس، راوحت بين 5% و10% مع بداية اليوم الأول من العام الدراسي الجاري، وعزا مديرو المدارس الحكومية غياب الطلبة عن مقاعد الدراسة في اليوم الأول إلى السفر للحج، أو بسبب امتحانات الإعادة للثانوية العامة.
وذكر مدير مدرسة الجودة للتعليم الثانوي، إبراهيم الجاوي، إن نسبة الغياب في الفصول الدراسية بلغت 10% في اليوم الأول من العام الدراسي، وتابع أن غياب الطلبة في اليوم الأول يعتبر أمراً طبيعياً، نظرا لوجود امتحانات الإعادة في المدرسة نفسها، واقتراب موسم الحج، ويحتمل أن يكون بعض الطلبة المتغيبين في إجازة مع أسرهم لقضاء فريضة الحج.
وأوضح أن المدرسة تسلمت بعض الكتب والمناهج الدراسية، وتم توزيعها على الطلبة، وسيتم تسلم بقية الكتب بعد توافرها في مخازن الوزارة وتسليمها للطلبة خلال الأسبوع الجاري.
وأشار مدير مدرسة الجزيرة الحمراء برأس الخيمة، يعقوب ليواد، إلى أن نسبة غياب الطلبة في اليوم الدراسي الأول بلغت 5%، وهي نسبة طبيعية مع بداية كل عام دراسي جديد.
وأوضح أن غياب ثلاثة طلاب في كل فصل دراسي لا يؤخر عملية تسليم الكتب أو الجدول الدراسي لطلبة المدرسة، مشيراً إلى أن المدرسة تسلمت بعض الكتب والمناهج الدراسية، وقامت بتوزيعها على الطلبة، وسيتم توزيع بقية الكتب بعد تسلمها من مخازن الوزارة خلال الأسبوع الجاري.